مرض الروماتويد المفصلى هو بالأساس التهاب مزمن جهازى ذاتى المناعة، ينتج عنه تآكل فى المفاصل، بالإضافة إلى درجة ما من الإصابة الغير مفصلية والتى تختلف من مريض لآخر، ولكنها أحيانا ما تكون شديدة التأثير وقد وصف هذا المرض لأول مرة عام 1859 بواسطة العالم جارود ليصبح الآن المرض الذى يصيب تقريبا 1% من البشر، بزيادة قدرها الضعف إلى الثلاثة أضعاف فى الإناث عن الذكور إذا حدثت الإصابة بالمرض قبل سن الستين، ولكن النسبة تصبح متساوية فى الجنسين إذا حدثت الإصابة بعد ذلك، وقد تم وصف عامل الروماتويد - الذى يمثل أساس البروتين المناعى كجسم مضاد ذاتى مكون ضد جزء من البروتين المناعى، ولأول مرة بواسطة العالم عام 1940، والذى يمثل العلامة الأساسية التى توجد فى 75% إلى 80% من مرضى الروماتويد المفصلى ويؤدى مرض الروماتويد المفصلى إلى تراكم التأثير السلبى على المفصل بداية من أول سنتين من الإصابة محدثا إعاقة وظيفية لمفصل المصاب، وفقد حوالى 30% من العمل خلال 5 سنوات مما يمثل تحديا كبيرا يستوجب التدخل العلاجى القوى منذ بداية المرض وبمجرد التشخيص، ويجب أن توضع خطة العلاج المناسبة لكل مريض على حدة، ارتكانا إلى العوامل الإكلينيكية والوظيفية الخاصة بالمريض، وتستخدم بالأساس مجموعات واسعة من الأدوية المؤثرة، بالإضافة إلى طرق العلاج الطبيعى المختلفة والتى تهدف إلى تغيير مسار المرض المفترض، والحفاظ على وظيفة المفصل، وقد يتم أحيانا اللجوء إلى العلاجات الجراحية المختلفة حسبما تحتاج حالة المريض.
وقد أحدثت التكنولوجيا الحيوية ثورة فى علاج الروماتويد المفصلى فصار الآن استخدام العلاجات الحيوية جزءا مهما من خطة علاج المريض وبالذات فى الحالات الغير مستجيبة.
ويعانى مريض الروماتويد من التهابات وآلام فى مفاصل متعددة عادة ما يصاحبها ما يعرف بالتيبس الصباح، وبالرغم من أن إصابة المفاصل تمثل حجر الأساس فى صورة المرض، إلا أن هناك بعضا من الأعراض الأخرى التى كثيرا ما تحدث مثل التهابات الأغشية المبطنة المختلفة بالجسم، والتهابات العين، وظهور عقد تحت الجلد فى أماكن متفرقة والتهابات الأوعية الدموية، كما أن إصابة الرئتين والقلب قد تحدث أحيانا، كما يمكن أن يحدث بعض الخلل فى الأعصاب الطرفية وعند تشخيص المرض يجب التفريق بين الروماتويد المفصلى وبعض الأمراض المناعية وغير المناعية الأخرى مثل الذئبة الحمراء والتهاب الفقرات المناعى، وكذلك خشونة المفاصل والتهاب المفصل الناتج عن عدوى بكتيرية أو فيروسية أو الالتهاب التفاعلى للمفاصل.
وعند العلاج تعتبر المتابعة الطبية إكلينيكيا ومعمليا جزء لا يتجزأ من منظومة العلاج، حيث يجب متابعة تقدم وحالة نشاط المرض وكذلك التحكم فى جرعات الأدوية المختلفة التى يتناولها المريض لضمان عدم حدوث أية أثار جانبية.