الأوبال
الأوبال الأبيض
الأوبال حجر كريم يشتمل على ألوان قوس قزح. وهو مكون من السليكون والأكسجين، وهي العناصر الموجودة في الرمل العادي. وقد تكون الألوان الخلفية للأوبال سوداء أو زرقاء أورمادية أوبيضاء.
تظهر أحجار الأوبال ألوانًا متألقة عندما تُحرك في ضوء ساطع. وأغلى أنواع الأوبال هو ما يُسمى الأوبال الأسود. هذه الأنواع من الأوبال لها خلفية سوداء أو زرقاء أو رمادية. والأوبال الأسود من النوع الراقي يوجد في نيو ساوث ويلز بأستراليا. ولهذا الأوبال ومضات متألقة من اللون الأحمر والذهبي بالإضافة إلى الومضات الخضراء والزرقاء.
أحجار الأوبال لامثيل لها بين الأحجار الكريمة بسبب بنائها الداخلي غير العادي. ويتكون هذا البناء من كرات عديدة بالغة الصغر من السِّليكا حشدت بعضها مع بعض في قالب منتظم لتكوِّن طبقة. وانكسار الضوء بين هذه الطبقات يتسبب في تحليل الضوء إلى ألوان قوس قزح ، وبهذا تنتج الومضات الرائعة لهذا الحجر الكريم. وقد يوجد الأوبال على شكل قطع صغيرة غير منتظمة تملأ الفجوات والشقوق في الصخور.
تعدين الأوبال بمنطقة كوبر بيدي في أستراليا، (الصورة اليمنى) في منجم تحت الأرض قريب من السطح. ينتج منجم كوبر بيدي معظم الأوبال في أستراليا والعالم بأسره. لا يتيح تعدين الأوبال استعمال الآلات. يتم صقل وتلميع الأوبال (الصورة اليسرى) قبل تحويله
في بعض الأوبال يجف الماء فيصبح الأوبال مغطى بشقوق بالغة الصغر. وبما أن جمال الأوبال يتركز في الأضواء التي تتألق داخله فنادرًا ما يجري قطعه مثل قطع الماس مثلاً، وإنما يُقْطَع سطحه ويصقل بشكل مدور لطيف.
تنتج أستراليا حوالي 95% من الإنتاج العالمي للأوبال ثم يصقل لكي يستخدم في صناعة المجوهرات. وتنتج منطقة كوبر بيدي على مسافة 700كم شمال غربي أديليد معظم كميات الأوبال المنتجة في العالم. وقد انخفض الإنتاج في مناطق أخرى خلال سبعينيات القرن العشرين، لكن حقولاً جديدة تم اكتشافها منذ مطلع الثمانينيات.
لا يعتبر تعدين الأوبال صناعة منتظمة ولا يُستعان فيه بالآلات، ورغم أن الأوبال يباع بسعر مرتفع، فإن ذلك لا يكفي لجذب الاستثمارات الكبيرة إليه. ويعمل معظم معدِّني الأوبال أزواجًا فيقومون بإدخال قضيب في الشق الذي يجدون فيه الأوبال ثم يأخذون حذرهم لكي لا يخدشوا المادة. ويتتبَّع مُعَدِّن الأوبال الشق بحفر ما حوله بإزميل ويملأ دلاءه بالتراب الخارج منه. وقد تستخدم جرافات لرفع الأكوام الواقعة فوق درز ضحل وتفتتح الحفرة.
اكتشف يوهان مينج الأوبال في أنجاستون جنوب أستراليا، وكان مينج جيولوجيًا يعمل لدى الحكومة، كما وجد الأوبال في وايت كليف في نيو ساوث ويلز سنة 1892م. وبحلول سنة 1905م نفدت محتويات هذه المنطقة وانتقل المعدِّنون إلى مناطق أخرى مثل لايتنج ريدج وبحلول عام 1915م انتقل المعدِّنون إلى كوبر بيدي، ومن ثم إلى حقل أنداموكا سنة 1920م.
ومن الأحجام الكبيرة للأوبال الأوبال المجري الذي يزن 594جم، وهو المحفوظ في متحف التأريخ الطبيعي في فيينا. وأوبال روبلينج الذي وجد في نيفادا هو أجمل أوبال أمريكي، وهو فاحم السواد تقريبًا مع ومضات لونية براقة جدًا، ويزن 530جم، وهو معروض في المتحف الوطني للتأريخ الطبيعي بواشنطن دي سي. أما الأوبال الضخم المسمى لهب صحراء أنداموكا فإنه كان يزن أكثر من 6,800جم، عندما وجدوه في أستراليا سنة 1969م. ويعتبر الأوبال جوهرة مواليد شهر أكتوبر (إذ يزعم بعض الناس أنه يجلب الحظ السعيد لمن يتحلى به من مواليد ذلك الشهر)، وهذا نوع من التنجيم الذي حرّمه الله.