الأمراض المستعصية مُعلقة «بالحبل السري»
«الخلايا الجذعية» كلمة السر الطبية في الألفية الثالثة
حجم الخط |
صورة 1 من 1
ارشيفية ©الجهود المختبرية لا تتوقف عن مواكبة التقنيات الحديثة للخلايا الجذعية
تاريخ النشر: الأربعاء 24 نوفمبر 2010
الاتحاد
تناقلت وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة عام 1981 ـ للمرة الأولى ـ تقارير طبية تشير إلى نجاح باكورة أول البحوث المخبرية عما أطلق عليه «الخلايا الجزعية»، ومنذ ذلك التاريخ، تطالعنا النشرات العلمية من هنا وهناك عن اكتشاف هذه الخلايا عند الإنسان، وتعلق الكثير من الآمال المستقبلية على نتائج البحوث العلمية المرتبطة بزراعتها للاستفادة منها في مجالات كثيرة، خاصة في معالجة عدد من الأمراض المستعصية، أو في زراعة الأنسجة والأعضاء بل والأعصاب.
تسابقت الدوائر العلمية المتخصصة لتسجيل سبق طبي مؤثر في هذا المجال. ومن ثم تسارعت البحوث حول الخلايا الجذعية للثدييات وأجنة الإنسان. وفي عام 1994 أعلن بونغسو A.Bongso اختصاصي العقم في جامعة سنغافورة أنه تمكن من الاستفادة من الأجنة المجمدة، ونجح في عزل الخلايا الجذعية البشرية في المختبر من جنين عمره خمسة أيام. وفي عام 1998 تمكن جيمس تومسون J.Thomson من جامعة وسكنس من زراعة الخلايا الجذعية الجنينية للإنسان ومتابعة تكاثرها. بعدها انتشرت طرائق البحث واتسعت عبر شبكة الإنترنت، ومع بداية القرن الواحد والعشرين أمكن إحصاء ما يقرب من ستين مختبراً عالمياً تتنافس لتطوير زراعة الخلايا الجذعية في بلاد مختلفة من الشرق والغرب.
ماهي حقيقة الخلايا الجذعية؟ وما قيمة الأبحاث العلمية والطبية التي أحدثت ثورة علاجية هزت الأوساط الطبية العالمية؟ وإلى أي مدى يمكن أن يستفيد البشر والمرضى من هذا الإنجاز العلمي الخطير؟
يوضح البروفيسورالدكتور كمال إبراهيم، أستاذ جراحة العمود الفقري في جامعة لايولا الأميركية، ماهية «الخلايا الجذعية»، ويقول:»إن الخلايا الجذعية «Stem Cells» هي الخلايا الأصلية المََُوَلدة، أو الخلايا الأم التي تتصف بنشاطها الانقسامي المتجدد في طبيعتها الحيوية، والتي توجد في المراحل الأولى من التشكل الجنيني للفقاريات ومنها الثدييات والإنسان، وقد وجدت في عدد كبير من النسج والأعضاء في مراحل الاكتمال حتى بعد البلوغ، وهي موجودة بالحبل السري والنخاع العظمي وبعض أنسجة الجسم الأخري. وتُعد الخلايا الجذعية ذخيرة ثمينة فتحت الآفاق الواسعة لإجراء بحوث علمية متطورة تستخدم نتائجها في التطبيقات البيولوجية والطبية. ولما كانت في الأصل خلايا لا متمايزة فهي قادرة على الانقسام والتكاثر لتعطي خلايا جديدة لا متمايزة، أو أنها تتجه، في شروط حيوية محددة، نحو التمايز لإنتاج خلايا نسيجية مثال الكريات الدموية أو الخلايا الكبدية أو البنكرياسية أو العضلية، أو العصبية وغيرها من الخلايا في أعضاء الجسم المختلفة. ويمكن توجيهها للتمايز لإعطاء خلايا عصبية أو عظمية أو حتى أوعية دموية. وهكذا وجد الباحثون أنها تُكِّون مدخراً لا ينضب من الخلايا التي تشكل النٌسج اللازمة لزراعة الأعضاء».
الآفاق المستقبلية
ويكمل الدكتور كمال إبراهيم: «كان يعتقد إلى وقت قريب جداً أن الخلايا الجذعية الجسمية لها مصير محدد للتمايز باتجاه تعويض خلايا النسيج أو العضو الموجودة فيه. ولكن تبين أنه يمكن التحكم في توجيه تمايز هذه الخلايا الجذعية بشكل كبير ومتعدد، لأنها تتمتع بمرونة كبيرة. ومع بداية القرن الواحد والعشرين انتشرت البحوث التي بيَّنت أن الحبل السري الذي كان يرمَى بعد الولادة يشتمل على خلايا جذعية جنينية يمكن حفظها وتجميدها لاستخدامها عند الحاجة في معالجة حالات مرضية للوليد في مراحل طفولته أو كهولته. وتأسست شركات في أوروبا وأميركا تشجع الأمهات الولاّدات على عدم التفريط بالحبل السري، لأنه يمكن أن يكون كنزاً ثميناً في المستقبل لأطفالهن. وفتحت البحوث المتقدمة في زراعة الخلايا الجذعية الجنينية والجسمية الآفاق لتطبيقها في معالجة كثير من الأمراض التي كانت تعد أمراضاً مستعصية ميؤوساً من شفائها كحالات داء بركنسون، والزهايمر، والسرطانات إلى جانب أمراض القلب والسكر والكبد والكلى وغيرها».
العلاج الخلوي
يشير الدكتور مغازي محجوب، أستاذ أمراض الباطنية والغدد الصماء بكلية الطب بجامعة عين شمس المصرية، إلى أن جهود العلماء تركزت في أخذ الخلايا الجذعية ووضعها في المعمل وتهيئة ظروف معينة لها تجعلها تسير في اتجاه التحول لخلية كبد أو قلب أو كلية أو بنكرياس. وزرع الخلايا الجذعية يمكن أن يقلل بالفعل من الحاجة إلى نقل الأعضاء، فهذه الخلايا تتميز بليونة وتنوع كبير من حيث قدرتها على التحول لخلايا عدة مكونة لأجزاء مختلفة في الجسم مما يعطي أملاً في استخدامها لعلاج أمراض عديدة كأمراض السكر والقلب وبعض الأمراض الوراثية كعلاج خلوي لكثير من الأمراض التي لا تستجيب للأدوية. أو في العلاجات التعويضية. وقد نجحت مؤخراً أول جراحة في الشرق الأوسط لزرع خلايا جذعية داخل القلب كعلاج لانسداد الشرايين، وتم زراعتها لأربعين مريضاً من مرضى الكبد كانوا في حاجة لزراعة كبد بديلة، وبعد الزرع نجحت هذه الخلايا في القيام بعمل الخلايا الكبدية وتحسنت حالتهم، لكن بعضهم قد يحتاج لإعادة الحقن بالخلايا مرة أخرى.
كما تم الأمر نفسه لبعض مرضى الفشل الكلوي. وما زالت التجارب تتم على بقية الأعضاء، وقمت بالفعل بالتعاون مع فريق بحثي لزرع خلايا «بيتا» المنتجة للأنسولين في البنكرياس، بغرض علاج مرض السكر، وتوصلنا إلى نتائج إيجابية مذهلة خلال التطبيق علي حيوانات التجارب لضمان الكفاءة والسلامة العلاجية.
كما يقوم الدكتور مجدي يعقوب بقيادة فريق طبي لإنتاج صمام بشري من الخلايا الجذعية يمكن نقله لمريض القلب بدلاً من الصمامات المعدنية أو الصمامات المأخوذة من الحيوانات، وجارٍ الاستعداد لإنشاء «بنك خلايا جذعية» في كلية طب قصر العيني مأخوذة من الحبل السري للجنين، كما نجح فريق من الأطباء المصريين في إعادة الحركة للمصابين بالشلل الكلي في الساقين نتيجة إصابات العمود الفقري في حوادث السيارات عن طريق زرع الخلايا الجذعية في الحبل الشوكي».
كبسولة حيوية
يكمل الدكتور محجوب: «نحن نجري أبحاثنا منذ 1989 ونواكب كل تطورات الأبحاث العالمية، وأمكننا عمل كبسولة من غشاء حيوي طبيعي ـ لكلب ـ لا يلفظه الجسم ووضع خلايا البنكرياس بداخلها وزراعتها، وقد توصلنا إلى ذلك بالحصول على «الغشاء المبطن للجنين في رحم الأم»، وتم عمل الكبسولة من هذا الغشاء مع إعادة زراعته في الغشاء البريتوني لكلب آخر، وتم استخراج الكبسولة في أيام مختلفة بعد الزراعة وفحصها باثولوجيا، وتبين تكوين أوعية دموية جديدة حول الكبسولة، مما يتيح إمداد الخلايا الموجودة داخل الكبسولة بالغذاء اللازم لها للحفاظ علي حيويتها وضمان أداء وظيفتها. ومن ناحية أخرى، لم يلفظ الجسم هذه الكبسولة لأنها مصنوعة من غشاء حيوي طبيعي. كما تم التفكير في علاج مرضى السكر الذين يتم استئصال البنكرياس لديهم لوجود تلف في خلايا الهضم بشرط بقاء خلايا الأنسولين سليمة، وحيث يتم فصل خلايا الأنسولين من داخل البنكرياس بعد استئصاله، مع إعادة زراعتها لنفس الشخص داخل غشائه البريتوني ومن دون كبسولة فلا يحدث لها لفظ لأنها للمريض نفسه. ويعود بعدها إنساناً طبيعياً. وقد نجحت هذه التجارب بالفعل على الحيوانات. فالنتائج مبشرة للغاية. والعلماء في الغرب متحمسون جداً لهذه الأبحاث وينفقون عليها جيداً، ويؤكدون أن هذا العلاج سيكون في المستقبل الأمل الوحيد لمرضى السكر الذين يعتمدون على الأنسولين.
ثورة نوعية
يؤكد الدكتور عبد الحميد النشار استشاري جراحات الأنف والأذن والحنجرة والرقبة، والمدير الطبي لمركز المدينة الطبي في أبوظبي أن التقنية الطبية العلاجية بالاعتماد على الخلايا الجذعية تمثل ثورة نوعية، ونقلة فارقة في الطب الحديث، حيث لا تقتصر النجاحات على الجانب العلاجي، وإنما فتحت آفاقاً جديدة للطب التعويضي وزراعة الأعضاء، بل تعدى الأمر إلى إنتاج أعصاب جديدة بدلاً عن الأعصاب المريضة أو التالفة بالولادة أو بعد الحوادث. فإذا كانت سجلت نجاحات في علاج بعض السرطانات ومنها سرطان الرأس والرقبة، والحنجرة، أو علاج الغدد اللمفاوية وسرطان الدم، وأمراض القصبة الهوائية، أو إعادة القدرة على الحركة بعد التعرض للحوادث.
فإننا اليوم أمام آفاق جديدة في توجيه الخلايا الجذعية لإنتاج الغدد المختلفة، بل تعويض واستعادة حاستي الشم أو السمع بإنتاج عصب جديد للشخص المريض».
اقرأ المزيد : «الخلايا الجذعية» كلمة السر الطبية في الألفية الثالثة - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=79714&y=2010#ixzz16bxtqg00
«الخلايا الجذعية» كلمة السر الطبية في الألفية الثالثة
حجم الخط |
صورة 1 من 1
ارشيفية ©الجهود المختبرية لا تتوقف عن مواكبة التقنيات الحديثة للخلايا الجذعية
تاريخ النشر: الأربعاء 24 نوفمبر 2010
الاتحاد
تناقلت وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة عام 1981 ـ للمرة الأولى ـ تقارير طبية تشير إلى نجاح باكورة أول البحوث المخبرية عما أطلق عليه «الخلايا الجزعية»، ومنذ ذلك التاريخ، تطالعنا النشرات العلمية من هنا وهناك عن اكتشاف هذه الخلايا عند الإنسان، وتعلق الكثير من الآمال المستقبلية على نتائج البحوث العلمية المرتبطة بزراعتها للاستفادة منها في مجالات كثيرة، خاصة في معالجة عدد من الأمراض المستعصية، أو في زراعة الأنسجة والأعضاء بل والأعصاب.
تسابقت الدوائر العلمية المتخصصة لتسجيل سبق طبي مؤثر في هذا المجال. ومن ثم تسارعت البحوث حول الخلايا الجذعية للثدييات وأجنة الإنسان. وفي عام 1994 أعلن بونغسو A.Bongso اختصاصي العقم في جامعة سنغافورة أنه تمكن من الاستفادة من الأجنة المجمدة، ونجح في عزل الخلايا الجذعية البشرية في المختبر من جنين عمره خمسة أيام. وفي عام 1998 تمكن جيمس تومسون J.Thomson من جامعة وسكنس من زراعة الخلايا الجذعية الجنينية للإنسان ومتابعة تكاثرها. بعدها انتشرت طرائق البحث واتسعت عبر شبكة الإنترنت، ومع بداية القرن الواحد والعشرين أمكن إحصاء ما يقرب من ستين مختبراً عالمياً تتنافس لتطوير زراعة الخلايا الجذعية في بلاد مختلفة من الشرق والغرب.
ماهي حقيقة الخلايا الجذعية؟ وما قيمة الأبحاث العلمية والطبية التي أحدثت ثورة علاجية هزت الأوساط الطبية العالمية؟ وإلى أي مدى يمكن أن يستفيد البشر والمرضى من هذا الإنجاز العلمي الخطير؟
يوضح البروفيسورالدكتور كمال إبراهيم، أستاذ جراحة العمود الفقري في جامعة لايولا الأميركية، ماهية «الخلايا الجذعية»، ويقول:»إن الخلايا الجذعية «Stem Cells» هي الخلايا الأصلية المََُوَلدة، أو الخلايا الأم التي تتصف بنشاطها الانقسامي المتجدد في طبيعتها الحيوية، والتي توجد في المراحل الأولى من التشكل الجنيني للفقاريات ومنها الثدييات والإنسان، وقد وجدت في عدد كبير من النسج والأعضاء في مراحل الاكتمال حتى بعد البلوغ، وهي موجودة بالحبل السري والنخاع العظمي وبعض أنسجة الجسم الأخري. وتُعد الخلايا الجذعية ذخيرة ثمينة فتحت الآفاق الواسعة لإجراء بحوث علمية متطورة تستخدم نتائجها في التطبيقات البيولوجية والطبية. ولما كانت في الأصل خلايا لا متمايزة فهي قادرة على الانقسام والتكاثر لتعطي خلايا جديدة لا متمايزة، أو أنها تتجه، في شروط حيوية محددة، نحو التمايز لإنتاج خلايا نسيجية مثال الكريات الدموية أو الخلايا الكبدية أو البنكرياسية أو العضلية، أو العصبية وغيرها من الخلايا في أعضاء الجسم المختلفة. ويمكن توجيهها للتمايز لإعطاء خلايا عصبية أو عظمية أو حتى أوعية دموية. وهكذا وجد الباحثون أنها تُكِّون مدخراً لا ينضب من الخلايا التي تشكل النٌسج اللازمة لزراعة الأعضاء».
الآفاق المستقبلية
ويكمل الدكتور كمال إبراهيم: «كان يعتقد إلى وقت قريب جداً أن الخلايا الجذعية الجسمية لها مصير محدد للتمايز باتجاه تعويض خلايا النسيج أو العضو الموجودة فيه. ولكن تبين أنه يمكن التحكم في توجيه تمايز هذه الخلايا الجذعية بشكل كبير ومتعدد، لأنها تتمتع بمرونة كبيرة. ومع بداية القرن الواحد والعشرين انتشرت البحوث التي بيَّنت أن الحبل السري الذي كان يرمَى بعد الولادة يشتمل على خلايا جذعية جنينية يمكن حفظها وتجميدها لاستخدامها عند الحاجة في معالجة حالات مرضية للوليد في مراحل طفولته أو كهولته. وتأسست شركات في أوروبا وأميركا تشجع الأمهات الولاّدات على عدم التفريط بالحبل السري، لأنه يمكن أن يكون كنزاً ثميناً في المستقبل لأطفالهن. وفتحت البحوث المتقدمة في زراعة الخلايا الجذعية الجنينية والجسمية الآفاق لتطبيقها في معالجة كثير من الأمراض التي كانت تعد أمراضاً مستعصية ميؤوساً من شفائها كحالات داء بركنسون، والزهايمر، والسرطانات إلى جانب أمراض القلب والسكر والكبد والكلى وغيرها».
العلاج الخلوي
يشير الدكتور مغازي محجوب، أستاذ أمراض الباطنية والغدد الصماء بكلية الطب بجامعة عين شمس المصرية، إلى أن جهود العلماء تركزت في أخذ الخلايا الجذعية ووضعها في المعمل وتهيئة ظروف معينة لها تجعلها تسير في اتجاه التحول لخلية كبد أو قلب أو كلية أو بنكرياس. وزرع الخلايا الجذعية يمكن أن يقلل بالفعل من الحاجة إلى نقل الأعضاء، فهذه الخلايا تتميز بليونة وتنوع كبير من حيث قدرتها على التحول لخلايا عدة مكونة لأجزاء مختلفة في الجسم مما يعطي أملاً في استخدامها لعلاج أمراض عديدة كأمراض السكر والقلب وبعض الأمراض الوراثية كعلاج خلوي لكثير من الأمراض التي لا تستجيب للأدوية. أو في العلاجات التعويضية. وقد نجحت مؤخراً أول جراحة في الشرق الأوسط لزرع خلايا جذعية داخل القلب كعلاج لانسداد الشرايين، وتم زراعتها لأربعين مريضاً من مرضى الكبد كانوا في حاجة لزراعة كبد بديلة، وبعد الزرع نجحت هذه الخلايا في القيام بعمل الخلايا الكبدية وتحسنت حالتهم، لكن بعضهم قد يحتاج لإعادة الحقن بالخلايا مرة أخرى.
كما تم الأمر نفسه لبعض مرضى الفشل الكلوي. وما زالت التجارب تتم على بقية الأعضاء، وقمت بالفعل بالتعاون مع فريق بحثي لزرع خلايا «بيتا» المنتجة للأنسولين في البنكرياس، بغرض علاج مرض السكر، وتوصلنا إلى نتائج إيجابية مذهلة خلال التطبيق علي حيوانات التجارب لضمان الكفاءة والسلامة العلاجية.
كما يقوم الدكتور مجدي يعقوب بقيادة فريق طبي لإنتاج صمام بشري من الخلايا الجذعية يمكن نقله لمريض القلب بدلاً من الصمامات المعدنية أو الصمامات المأخوذة من الحيوانات، وجارٍ الاستعداد لإنشاء «بنك خلايا جذعية» في كلية طب قصر العيني مأخوذة من الحبل السري للجنين، كما نجح فريق من الأطباء المصريين في إعادة الحركة للمصابين بالشلل الكلي في الساقين نتيجة إصابات العمود الفقري في حوادث السيارات عن طريق زرع الخلايا الجذعية في الحبل الشوكي».
كبسولة حيوية
يكمل الدكتور محجوب: «نحن نجري أبحاثنا منذ 1989 ونواكب كل تطورات الأبحاث العالمية، وأمكننا عمل كبسولة من غشاء حيوي طبيعي ـ لكلب ـ لا يلفظه الجسم ووضع خلايا البنكرياس بداخلها وزراعتها، وقد توصلنا إلى ذلك بالحصول على «الغشاء المبطن للجنين في رحم الأم»، وتم عمل الكبسولة من هذا الغشاء مع إعادة زراعته في الغشاء البريتوني لكلب آخر، وتم استخراج الكبسولة في أيام مختلفة بعد الزراعة وفحصها باثولوجيا، وتبين تكوين أوعية دموية جديدة حول الكبسولة، مما يتيح إمداد الخلايا الموجودة داخل الكبسولة بالغذاء اللازم لها للحفاظ علي حيويتها وضمان أداء وظيفتها. ومن ناحية أخرى، لم يلفظ الجسم هذه الكبسولة لأنها مصنوعة من غشاء حيوي طبيعي. كما تم التفكير في علاج مرضى السكر الذين يتم استئصال البنكرياس لديهم لوجود تلف في خلايا الهضم بشرط بقاء خلايا الأنسولين سليمة، وحيث يتم فصل خلايا الأنسولين من داخل البنكرياس بعد استئصاله، مع إعادة زراعتها لنفس الشخص داخل غشائه البريتوني ومن دون كبسولة فلا يحدث لها لفظ لأنها للمريض نفسه. ويعود بعدها إنساناً طبيعياً. وقد نجحت هذه التجارب بالفعل على الحيوانات. فالنتائج مبشرة للغاية. والعلماء في الغرب متحمسون جداً لهذه الأبحاث وينفقون عليها جيداً، ويؤكدون أن هذا العلاج سيكون في المستقبل الأمل الوحيد لمرضى السكر الذين يعتمدون على الأنسولين.
ثورة نوعية
يؤكد الدكتور عبد الحميد النشار استشاري جراحات الأنف والأذن والحنجرة والرقبة، والمدير الطبي لمركز المدينة الطبي في أبوظبي أن التقنية الطبية العلاجية بالاعتماد على الخلايا الجذعية تمثل ثورة نوعية، ونقلة فارقة في الطب الحديث، حيث لا تقتصر النجاحات على الجانب العلاجي، وإنما فتحت آفاقاً جديدة للطب التعويضي وزراعة الأعضاء، بل تعدى الأمر إلى إنتاج أعصاب جديدة بدلاً عن الأعصاب المريضة أو التالفة بالولادة أو بعد الحوادث. فإذا كانت سجلت نجاحات في علاج بعض السرطانات ومنها سرطان الرأس والرقبة، والحنجرة، أو علاج الغدد اللمفاوية وسرطان الدم، وأمراض القصبة الهوائية، أو إعادة القدرة على الحركة بعد التعرض للحوادث.
فإننا اليوم أمام آفاق جديدة في توجيه الخلايا الجذعية لإنتاج الغدد المختلفة، بل تعويض واستعادة حاستي الشم أو السمع بإنتاج عصب جديد للشخص المريض».
اقرأ المزيد : «الخلايا الجذعية» كلمة السر الطبية في الألفية الثالثة - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=79714&y=2010#ixzz16bxtqg00