منتدي بدرنت طما2010

منتدي بدر نت طما 2010 يرحب بالساده الزواروالأعضاء والمشرفين ويتمني لهم جوله سعيدو وألا ينسونا من دعاء صالح ولا يحرمونا من مشاركاتهمم مع تحيات مدير عام المنتدي
أ/السيد أحمد محمد
دراسات عليا في تكنولوجيا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي بدرنت طما2010

منتدي بدر نت طما 2010 يرحب بالساده الزواروالأعضاء والمشرفين ويتمني لهم جوله سعيدو وألا ينسونا من دعاء صالح ولا يحرمونا من مشاركاتهمم مع تحيات مدير عام المنتدي
أ/السيد أحمد محمد
دراسات عليا في تكنولوجيا

منتدي بدرنت طما2010

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خدمات الكمبيوتر والانترنت

نحبط علم الساده رواد منتدي بدرالكرام بأننا أنشأنا قناه منوعات تابعه للمنتدي تشمل كل ما هو جديد وغريب وهذا هو الرابط للقناه https://www.youtube.com/channel/UCVcoamFcKYfLkXxjV6oKZow?view_as=subscriber

    ابوحنيفه والحنيفيه

    avatar


    تاريخ التسجيل : 01/01/1970

    ابوحنيفه والحنيفيه Empty ابوحنيفه والحنيفيه

    مُساهمة   الخميس ديسمبر 02, 2010 1:45 am

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إلى الإخوة الأفاضل / طلبة علم الحديث الشريف
    لقد سقط في وسطكم خَبَثٌ ، خَبِيث ، يريد أن يقطع ما وصله الله سبحانه ، من حُبٍّ بينكم وبين الحديث الشريف ؛
    وأعداء حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يأتونكم ظاهرين ، لكنهم يستخدمون من الوسائل ، ما يعجز الشيطان عن التفكير فيه.
    ومن هذه الوسائل :
    1ـ الطعن في المكثرين في رواية الحديث من الصحابة ، كما فعلت الشيعة ، واستن بسنتهم أتباع أبي حنيفة.
    2ـ الطعن في كتب الصحاح ، خاصة صحيح البخاري ، رضي الله عنه.
    3ـ التشكيك في عدالة علماء الجرح والتعديل ، بأن دافعهم في الحكم كان الهوى ، والعصبية ، والجهل ، والحقد.
    وعلى مدار التاريخ لم يهدأ هؤلاء ، وحاولوا ، ورد الله كيدهم ، لأنه حفظ دينه من عبث أصحاب الرأي والهوى ، وكل من اتخذ إلهه هواه.
    ومن محمد بن الحسن الشيباني ، حتى الهالك الكوثري ، وتابعه أبي غدة ، استمرت هذه المسيرة ، وإلى اليوم ، حتى أسقطوا من هذا الخبث في هذا الموقع كتابا ، اسمه : الرفع والتكميل ، بل إن الذي قام بتحميله قال :
    لقد سمعت من أحد المشايخ يقول : [إنه لا يمكن لطالب علم الجرح والتعديل المبتدئ أن يكمل طلبه في هذا العلم مالم يدرس كتاب الرفع والتكميل في الجرح والتعديل لابو (كذا كتبها ، وصوابها : لأبي ، لأن اللام كما يقولون حرف سَحْبٍ !!) الحسنات اللكنوي].
    وهذا مقصود به طمس عقول الشباب الذين يبدؤون خطواتهم الأولى في علم الحديث.
    اقرؤوا الكتاب أيها الإخوة ، ولا تحذفوه من الموقع ، فإن أبناء وأحفاد عبد الله بن المبارك ، وسفيان الثوري ، وأحمد بن حنبل ، لم يموتوا ، ما زالوا هنا ، على هذا الرباط ، ومع هذا العهد ، ولن تنحني راية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمام ظلمات الرأي والمذاهب.
    يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ...
    والكتاب ، والحنفية عموما ، يزعمون :
    1ـ أن كل من طعن في أبي حنيفة ، هم ثلاثة أو أربعة ، من المتأخرين ، وأسانيد ذلك ضعيفة.
    2ـ أن الذين طعنوا في أبي حنيفة إنما فعلوا ذلك من باب الحسد ، وعين الحسود !!
    3ـ أن أبا حنيفة لم يخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يخرج على الإسلام ، وأن كتاب الرد على أبي حنيفة ، لشيخ البخاري ومسلم ، أبي بكر بن أبي شيبة ، ليس بصحيح ، وفيه افتراءات على أبي حنيفة.
    وأقول ، وأنا أقل ، وأصغر ، خادم ، لطلبة علم الحديث الشريف الطاهر ، خذوها من صَعِيديٍّ ، يقف في آخر الصف ، لقلة حيلته ، ولكن حسبه ، أن أمَامَهُ حديثُ محمد صلى الله عليه وسلم ، وليس رأي الخُبث والخبائث :
    الأولى ، هذه بعض ، ولا أقول : كل ، الأقوال التي طعن فيها فرسان الحديث الأوائل ، من جميع الطبقات ، في إمام الرأي والهوى ، أخرجوا منها إسنادًا ضعيفا إلى صاحب القول ، ولن تجدوا ، لأن أغلبها من صاحب الكتاب مباشرة :
    أولا : من كتاب ((الضعفاء)) للعقيلي 4/280 :
    قال سفيان الثوري : قال لنا حماد : أفيكم من يأتى أبا حنيفة ؟ بَلِّغوا عني أبا حنيفة ، أَنِّي بريءٌ منه.
    وقال عبد الرحمان بن مهدي : سمعتُ حماد بن زيد يقول : سمعتُ أيوب ، يعني السختياني ، وذُكِرَ أبو حنيفة ، فقال أيوب : ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.
    وقال الحميدي : سمعت سفيان يقول : ما وُلد في الإسلام مولودٌ أضر على الإسلام من أبي حنيفة.
    وقال عبد الله بن عون : ما وُلد في الإسلام مولودٌ أشأمَ من أبي حنيفة ، وكيف تأخذون دينكم عن رجل قد خُذل في عظم دينه.
    وقال مالك بن أنس : إن أبا حنيفة كادَ الدين ، ومن كادَ الدين فليس له دين.
    وقال منصور بن سلمة ، أبو سلمة الخزاعي : سمعتُ حماد بن سلمة ، وسمعتُ شعبة يلعن أبا حنيفة.
    وقال محمد بن بشار العبدي ، بُنْدار : ما كان عبد الرحمان بن مهدي يذكر أبا حنيفة إلا قال : بينه وبين الحق حجابٌ.
    وقال أحمد بن الحسن الترمذي : سمعتُ أحمد بن حنبل يقول : أبو حنيفة يكذب.
    ثانيا : ومن كتاب ((العلل ومعرفة الرجال)) ، لعبد الله بن أحمد بن حنبل (3586 إلى : 4734) :
    قال أحمد بن حنبل : حدثنا عبد الله بن إدريس ، قال : قلتُ لمالك بن أنس : كان عندنا علقمة ، والأسود ، فقال : قد كان عندكم من قَلَبَ الأمر هكذا ، يعني أبا حنيفة. ((العلل ومعرفة الرجال)) 1118 و2658.
    ـ قال سفيان الثوري : استُتِيبَ أبو حنيفة مرتين.
    ـ وقال سفيان الثوري : حدثني عباد بن كثير ، قال : قال لي عمرو بن عبيد : سل أبا حنيفة ، عن رجل قال : أنا أعلم أن الكعبة حق ، وأنها بيت الله ، ولكن لا أدري هي التي بمكة أو التي بخراسان ، أمؤمن هو ؟! قال : مؤمن.
    قال لي : سله عن رجل قال : أنا أعلم أن مُحَمَّدًا  حق ، وأنه رسول الله ، ولكن لا أدري هو الذي كان بالمدينة ، أو محمد آخر ، أمؤمن هو ؟ قال مؤمن.
    ثالثا : ومن ((التاريخ الكبير)) للبخاري :
    ـ قال البخاري : نعمان بن ثابت ، أبو حنيفة الكوفي ، مولًى لبني تيم الله بن ثعلبة ، كان مرجئًا ، سكتوا عنه ، وعن رأيه ، وعن حديثه. ((التاريخ الكبير)) 8/81.
    ـ وقال البخاري : يعقوب بن إبراهيم ، أبو يوسف القاضي ، سمع الشيباني ، وصاحبه أبو حنيفة تركوه. ((التاريخ الكبير)) 8/397.
    رابعًا : ومن كتاب ((المعرفة والتاريخ)) ليعقوب بن سفيان 2/783 ، وما بعدها :
    ـ قال عمار بن رزيق : إذا سُئلت عن شيءٍ ، فلم يكن عندك شيءٌ ، فانظر ما قال أبو حنيفة ، فخالفه ، فإنك تصيب.
    وقال إبراهيم بن محمد الفزاري : كنا عند سفيان الثوري ، إذ جاءه نعيُ أبي حنيفة ، فقال : الحمد لله الذي أراح المسلمين منه ، لقد كان ينقض عرى الإسلام عروةً عروةً ، ما وُلد في الإسلام مولودٌ أشأم على الإسلام منه.
    وقال سليمان بن حرب : حدثنا حماد بن زيد ، قال : قال ابن عون : نُبئت أن فيكم صدادين ، يصدون عن سبيل الله . قال سليمان بن حرب : وأبو حنيفة ، وأصحابه ، ممن يصدون عن سبيل الله.
    وقال سلام بن أبي مطيع : كنتُ مع أيوبَ في المسجد الحرام ، قال : فرآه أبو حنيفة ، فأقبل نحوه ، قال : فلما رآه أقبل نحوه ، قال لأصحابه : قوموا ، لا يُعدنا بالجَرَبَة ، قوموا ، لا يُعْدِنا بالجَرَبَة.
    خامسًا : ومن كتاب ((الجرح والتعديل)) ، لابن أبي حاتم 8/449 :
    عن أبى عبد الرحمان المقرىء ، قال : كان أبو حنيفة يُحدثنا ، فإذا فرغ من الحديث ، قال : هذا الذي سمعتم كله ريحٌ وباطلٌ.
    وقال الحسين بن الحسن المروزي : ذُكِرَ أبو حنيفة عند أحمد بن حنبل ، فقال : رأيُهُ مذمومٌ ، وبَدَنُهُ لا يُذكر.
    سادسا : ومن كتاب ((المجروحين)) ، لابن حِبَّان : 3/60 :73.
    قال عبد الرحمان بن مهدي ، وذَكَر أبا حنيفة ، فقرأ : ﴿ لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ﴾.
    سابعا : ومن كتاب ((تاريخ بغداد)) 13/416 ، وما بعدها :
    قال إسماعيل بن بشر : سمعتُ عبد الرحمان بن مهدي يقول : ما أعلم في الإسلام فتنةً ، بعد فتنة الدجال ، أعظمَ من رأي أبي حنيفة.
    وقال الأوزاعي ، لما مات أبو حنيفة : الحمد لله ، إن كان لينقض الإسلام عروةً عروةً.
    وقال مطرف : سمعت مالكًا يقول : الداء العضال الهلاك في الدين ، وأبو حنيفة من الداء العضال.
    وقال مزاحم بن زفر : قلتُ لأبي حنيفة : يا أبا حنيفة ، هذا الذي تُفتي ، والذي وضعت في كتبك ، هو الحق الذي لا شك فيه ؟ قال : فقال : والله ما أدري ، لعله الباطل الذي لا شك فيه.
    وقال عبد الله بن المبارك : من نظر في كتاب الحِيَل لأبي حنيفة ، أَحل ما حَرَّمَ الله ، وَحَرَّمَ ما أحل الله.
    وقال عبد الله بن المبارك : من كان عنده كتاب حِيَل أبي حنيفة ، يستعمله ، أو يُفتي به ، فقد بطل حَجُّه ، وبانت منه امرأته ، فقال مولى ابن المبارك : يا أبا عبد الرحمان ، ما أدري وضع كتاب الحيل إلا شيطان ، فقال ابن المبارك : الذي وضع كتاب الحيل أشر من الشيطان.
    وقال أحمد بن سعيد الدارمي : سمعتُ النضر بن شُميل يقول : في كتاب الحِيَل كذا كذا مسألة ، كلها كُفر.
    وقال ابن المبارك : كنتَ إذا أتيتَ مجلسَ سفيان ، فشئتَ أن تسمع كتابَ الله ، سمعته ، وإن شئتَ أن تسمع آثارَ رسول اللهِ r ، سمعتَها ، وإن شئتَ أن تسمع كلامًا في الزهد ، سمعتَه ، وأما مجلسٌ ، لا أذكر أني سمعتُ فيه قط ، صُلِّىَ على رسول اللهِ r ، فمجلسُ أبي حنيفة.
    وقال عبد الله بن عبد الرحمان الدارمي : سُئل قيس بن الربيع ، عن أبي حنيفة ، فقال : مِنْ أجهل الناس بما كان ، وأعلمه بما لم يكن.
    وقال ابن أبي حاتم : حدثني الربيع بن سليمان المرادي ، قال : سمعتُ الشافعي يقول : أبو حنيفة يضع أول المسألة خطأ ، ثم يقيس الكتاب كله عليها.
    وقال محمد بن حماد المقرئ : سألتُ يحيى بن مَعِين عن أبي حنيفة ، فقال : وإيش كان عند أبي حنيفة من الحديث حتى تسأل عنه ؟!.
    وقال مسلم بن الحجاج ، صاحب الصحيح : أبو حنيفة ، النعمان بن ثابت ، صاحب الرأي ، مضطرب الحديث ، ليس له كبير حديثٍ صحيحٍ.
    وقال النسائي : أبو حنيفة ، النعمان بن ثابت ، كوفيٌّ ، ليس بالقوي في الحديث.
    وقال مُسَدَّد : سمعتُ أبا عاصم يقول : ذكر عند سفيان موتُ أبي حنيفة ، فما سمعته يقول رحمه الله ، ولا شيئًا ، قال : الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به.
    انتهى نقلا من تاريخ بغداد ، للخطيب ، وذلك باختصار شديد ، ولو رجع الباحث لوجد أضعاف مانقلنا ، وأشد منه.
    هذه كانت الأولى ، والثانية ،
    الحسد ، والحقد ، وهذه هي التي أضحكت الثكلى.
    أيها الإخوة ؛ من يحسد من ؟ ومن يحقد على من ؟
    قال ابن حبان : النعمان بن ثابت ، أبو حنيفة ، الكوفي ، صاحب الرأي.
    يروي عن عطاء ونافع ، كان مولده سنة ثمانين ، وكان أبوه مملوكا لرجل من بني ربيعة من تيم الله من نجد ، يقال لهم : بنو قفل ، فأعتق أبوه ، وكان خبازا لعبد الله بن قفل ، ومات أبو حنيفة سنة خمسين ومئة ببغداد ، وقبره في مقبرة الخيزران ، وكان رجلا جدلا ، ظاهر الورع ، لم يكن الحديث صناعته ، حدث بمئة وثلاثين حديثا مسانيد ، ما له حديث في الدنيا غيره ، أخطأ منها في مئة وعشرين حديثا ، إما أن يكون قلب إسناده ، أو غير متنه ، من حيث لا يعلم ، فلما غلب خطؤه على صوابه استحق ترك الاحتجاج به في الأخبار ، ومن جهة أخرى لا يجوز الاحتجاج به ، لأنه كان داعيا إلى الإرجاء ، والداعية إلى البدع لا يجوز أن يُحتج به عند أئمتنا قاطبة ، لا أعلم بينهم فيه خلافًا ، على أن أئمة المسلمين ، وأهل الورع في الدين ، في جميع الأمصار ، وسائر الأقطار ، جَرَّحُوه ، وأطلقوا عليه القدح ، إلا الواحد بعد الواحد. ((المجروحون)) 3/61.
    أيها الإخوة ، بداية : حدث أبو حنيفة بمئة وثلاثين حديثا مسانيد ، ما له حديث في الدنيا غيره ، أخطأ منها في مئة وعشرين حديثا.
    وهذا راسبٌ ، مع مرتبة الشرف.
    أحمد بن حنبل الذي كان يحفظ ألف ألف حديث ، والبخاري ، والذي كان يحفظ ستمئة ألف حديث ، وباقي الأشراف الأطهار ، يحسدون رجلا لم يُصب في حياته إلا في عشرة أحاديث ، وأخطأ في مئة وعشرين ، ويحقدون عليه ، فمتى حُسد الأعمى على ضياع عصاه ؟!
    وعندما كنت أعيش في العراق ، لإتمام المسند الجامع ، بعد أن مات أخي ، وصديق عمري ، السيد أبو المعاطي النوري ، يرحمه الله ، اتصل بي الدكتور بشار عواد معروف ، وأخبرني أن عبد الفتاح أبا غدة يريد زيارتي ، وطلب مني الدكتور بشار عدم الخوض في سيرة أبي حنيفة ، لعدم الإحراج ، وجاء عبد الفتاح ، وأخذت أبحث طوال جلستنا عن مدخل لذكر الحقيقة ، حتى ذُكر اسم الإمام البخاري ، فقلت : عليه رضوان الله ، كان يصل إلى القمة ، ونهاية الأمر من أقصر الطرق ، فقد طعنت الأمة كلها في أبي حنيفة ، وكتبوا صفحات وصفحات ، وجمع البخاري ذلك كله في جملة واحدة ، قال : نعمان بن ثابت ، أبو حنيفة الكوفي ، مولًى لبني تيم الله بن ثعلبة ، كان مرجئًا ، سكتوا عنه ، وعن رأيه ، وعن حديثه. ((التاريخ الكبير)) 8/81.
    ولم يتكلم (فرخُ) الكوثري بكلمة ، والدكتور بشار حي يرزق ، واسألوه.
    لماذا أقول ذلك ؟ أقولها ، لأن الروافض والحنفية ، يستغلون جهل الناس ، وأن الناس لن يقرؤوا ، ولن يراجع أحد.
    فالرافضي يأتيك بحديث من مستنقع الكذب ، ثم ينسبه للنبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يقول : رواه البخاري ، كما فعل كثير من النصارى على مواقعهم في هذه الشبكة.
    والحنفية على المذهب عيَنْه ، وعلى هذه المِلة ، فإذا عرف أنك دارسٌ ، وباحثٌ ، دخلوا جحورهم ، وأغلقوها ، وإذا تحدثوا إلى ناس يحسبونهم (مغفلين) فإنه يقول لك : ومن الذي تكلم في أبي حنيفة ؟ واحدٌ جاهل من المتأخرين !!.
    والثالثة ؛ ردهم ، وكراهيتهم ، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
    ونفتح أولاً ((مصنف ابن أبي شيبة)) ، المجلد الرابع عشر ، كتاب الرد على أبي حنيفة.
    والحمد لله ، أن الذي روى ذلك ، وذكره ، هو واحدٌ من أكبر علماء الحديث في هذه الأُمة ، وهو شيخ أحمد بن حنبل ، في المسند ، وشيخُ البخاريِّ ، ومسلم ، في الصحيحين ، إنه عبد الله بن محمد ، أبو بكر بن أبي شيبة ، صاحب ((المُصَنَّف)).
    وكما فعلنا من قبل ، سنأخذ بعض النقول ، تاركين للباحث أن يستكمل القراءة ، من المصدر الذي نقلنا منه.
    يقول أبو بكر بن أبي شيبة :
    هذا ما خالف به أبو حنيفة الأثرَ الذي جاء عن رسول الله  :
    - حدثنا ابن نمير ، حدثنا عُبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عُمر ؛
    (( أَنَّ النَّبِيَّ  رَجَمَ يَهُودِيْيَنِ ، أَنَا فِيمَنْ رَجَمَهُمَا.)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : ليس عليهما رجم.
    - حدثنا ابن نُمير ، وأبو أسامة ، عن عُبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ،
    (( عَنِ النَّبِيِّ  ؛ أَنَّهُ قَسَمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ ، وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا.)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : سهمٌ للفرس ، وسهمٌ لصاحبه.
    - حدثنا ابن عُيينة ، عن عَمرو ، سمع جابرًا يقول :
    (( دَبَّرَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ غُلاَماً لَهُ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ ، فَبَاعَهُ النَّبِيُّ  ، فَاشْتَرَاهُ ابْنُ النَّحَّامِ ، عَبْداً قِبْطِيًّا ، مَاتَ عَامَ الأَوَّلِ فِى إِمَارَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ.)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يُباع.
    قال محمد بن الحسن الشيباني : أما نحن فلا نرى أن يُبَاع المدبَّر. ((الموطأ)) بروايته (841).
    - حدثنا ابن عيينة ، عن الزُّهْرِيّ ، عن عروة ، عن المسور بن مخرمة ، ومروان ؛
    (( أَنَّ النَّبِيُّ  عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ ، خَرَجَ فِى بِضْعَ عَشْرَةَ مِئَةً مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ ، قَلَّدَ الْهَدْيَ ، وَأَشْعَرَ ، وَأَحْرَمَ.)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : الإشعار مثلة.
    - حدثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، سمع جابرًا يقول : سمعتُ ابن عباس يقول : سمعت النبي  يقول :
    إِذَا لَمْ يَجِدِ الْمُحْرِمُ إِزَارًا ، فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ ، وَإِذَا لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ .)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يفعل ، فإن فعل فعليه دم.
    - حدثنا ابن عُيينة ، عن الزُّهْرِيّ ، عن سالم ، عن أبيه ،
    (( أَنَّ النَّبِيَّ  كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ ، جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يُجزئه أن يفعل ذلك.
    - حدثنا ابن عيينة ، عن الزُّهْرِيّ ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس ؛
    (( أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ اسْتَفْتَى النَّبِيَّ  فِي نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ ، وَتُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ ، فَقَالَ : اقْضِهِ عَنْهَا.)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يجزئ ذلك.
    - حدثنا ابن عيينة ، عن الزُّهْرِيّ ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول :
    سَقَطَ النَّبِيُّ  عَنْ فَرَسٍ ، فَجُحِشَ شِقُّهُ الأَيْمَنُ ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ ، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ ، فَصَلَّى بِنَا قَاعِداً ، وَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ قِيَامًا ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ ، قَالَ : إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا ، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا ، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ . فَقُولُوا اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ، وَإِنْ صَلَّى قَاعِداً فَصَلُّوا قُعُوداً أَجْمَعُونَ.)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يؤم الإمام وهو جالس.
    - حدثنا ابن عيينة ، عن الزُّهْرِيّ ، عن عيسى بن طلحة ، عن عبد الله بن عمرو قال :
    (( أَتَى النَّبِيَّ  رَجُلٌ ، فَقَالَ : حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ . قَالَ : فَاذْبَحْ وَلاَ حَرَجَ ، قَالَ : ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِىَ . قَالَ : ارْمِ وَلاَ حَرَجَ.)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : عليه دم.
    - حدثنا وكيع ، وأبو خالد الأحمر ، عن هشام بن عروة ، عن فاطمة ابنة المنذر ، عن أسماء ابنة أبي بكر ، قالت :
    (( نَحَرْنَا فَرَساً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ  ، فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ ، أَوْ أَصَبْنَا مِنْ لَحْمِهِ.)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : لا تؤكل.
    - حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود ؛
    (( أَنَّ النَّبِيَّ  سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ بَعْدَ الْكَلاَمِ.)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : إذا تكلم فلا يسجدهما.
    - حدثنا هشيم ، عن عبد العزيز ، عن أنس بن مالك ،
    (( أَنَّ النَّبِيَّ  أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَتَزَوَّجَهَا . قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : مَا أَصْدَقَهَا ؟ قَالَ : أَصْدَقَهَا نَفْسَهَا ، جَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يجوز إلا بمهر.
    - حدثنا ابن عُيينة عن الزُّهْرِيّ ، عن حميد بن عبد الرحمان ، عن أبي هريرة ، قال :
    (( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ  ، فَقَالَ : هَلَكْتُ . قَالَ : وَمَا أَهْلَكَكَ ؟ قَالَ : وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ . قَالَ : أَعْتِقْ رَقَبَةً ، قَالَ : لاَ أَجِدُ ، قَالَ : صُمْ شَهْرَيْنِ ، قَالَ : لاَ أَسْتَطِيعُ ، قَالَ : أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا ، قَالَ : لاَ أَجِدُ ، قَالَ : اجْلِسْ ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ ، إِذْ أُتِيَ بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ  : اذْهَبْ فَتَصَدَّقْ بِهِ ، قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا بَيْنَ لاَبَتَيِ الْمَدِينَةِ أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ إِلَيْهِ مِنَّا ، فَضَحِكَ ، حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ ، ثُمَّ قَالَ : انْطَلِقْ فَأَطْعِمْهُ عِيَالَكَ.)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : لا يجوز أن يطعمه عياله.
    - حدثنا ابن عُلية ، عن هشام ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن النبي  ، قال :
    (( طُهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ ، إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ ، أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، أُولاَهُنَّ بِالتُّرَابِ.)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : يجزئه أن يغسل مرة.
    حدثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :
    (( خَرَّ رَجُلٌ عَنْ بَعِيرِهِ ، فَوُقِصَ ، فَمَاتَ ، وَهُوَ مُحْرِمٌ ، فَقَالَ النَّبِيُّ  : اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ ، وَلاَ تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا.)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : يغطى رأسه.
    - حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزُّهْرِيّ ، عن سالم ، عن أبيه ، قال : قال النبي  :
    (( مَنِ اقْتَنَى كَلْباً ، إِلاَّ كَلْبَ صَيْدٍ ، أَوْ مَاشِيَةٍ ، نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ.)).
    وذكر أن أبا حنيفة قال : لا بأس باتخاذه.
    ونترك من أراد أن يُكمل فصولَ هذه الجريمة ، ليقرأ ما تبقى من كتاب ((الرد على أبي حنيفة)) ، في ((مصنف ابن أبي شيبة)). فقد ذكر أبو بكر بن أبي شيبة نحو أربع مئة حديث ، عن النبي  ، ردها أبو حنيفة جميعًا ، على الصورة التي ذكرناها ، فارجع إليها ، لتعرف أن فتنة اتباع الرأي والهوى ، أسوأ مما خطر على بال إبليس.
    - وروى الترمذي حديث عبد الله بن زيد بن عاصم ، قَالَ :
    (( خَرَجَ النَّبِيُّ  إِلَى الْمُصَلَّى ، فَاسْتَسْقَى ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.)).
    قال الترمذي : قال النعمان أبو حنيفة : لا تُصلَّي صلاة الاستسقاء ، ولا آمرهم بتحويل الرداء ، ولكن يدعون ، ويرجعون بجملتهم.
    قال أبو عيسى الترمذي : خالف السنة.
    والله ، إنك لرجلٌ طيبٌ ياترمذي ، كل هذا ، وخالف السنة ، يا أخي ؛
    ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا ﴾.
    وننقل من تاريخ بغداد 13/403 ، وما بعدها :
    قال بشر بن مفضل : قلتُ لأبي حنيفة : نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي r قال :
    (( الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ ، مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا.)).
    قال : هذا رَجَزٌ.
    قلتُ : قتادة ، عن أنس ؛
    (( أَنَّ يَهُودِيًّا رَضَخَ رَأْسَ امْرَأَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ ، فَقَتَلَهَا ، فَرَضَخَ النَّبِيُّ  رَأْسَهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ.)).
    قال : هَذَيَانٌ.
    وقال سفيان بن عيينة : ما رأيتُ أجرأَ على الله من أبي حنيفة ، كان يضرب الأمثال لحديث رسولِ الله r ، فيرده ، بَلَغَهُ أني أروي ؛ أن (( الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ ، مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا.)).
    فجعل يقول : أرأيت إن كانا في سفينة ؟ أرأيت إن كانا في السجن ؟ أرأيت إن كانا في سفر ، كيف يفترقان ؟.
    وقال وكيع : سأل ابنُ المبارك أبا حنيفة ، عن رفع اليدين في الركوع ، فقال أبو حنيفة : يريد أن يطير فيرفع يديه ؟ قال وكيع : وكان ابن المبارك رجلاً عاقلاً ، فقال ابن المبارك : إن كان طار في الأُولى ، فإنه يطير في الثانية ، فسكت أبو حنيفة ، ولم يقل شيئًا.
    وبعد هذا كله ، نسمع من يقول : لعل هذا كله لم يقله أبو حنيفة ، وأن هؤلاء كذبوا عليه.
    نقول لهم : لا بأس ، سنأخذكم الآن إلى التلميذ الثاني لأبي حنيفة ، وهو محمد بن الحسن الشيباني ، وهو من أقرب الناس إليه ، وأتباعُ أبي حنيفة ، على مدار التاريخ ، يعتبرون أن أساسَ المذهب يقومُ على أبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد بن الحسن الشيباني ، نعم : الأب ، والابن ، والروح القدس ، وقد روى الشيباني ((الموطأ)) عن مالك ، ولم يكتف بحديث النبي  ، بل وضع كلامَ النبي  في كِفَّةٍ ، وكلامَ أبي حنيفة في كفة ، وجعلها الراجحةَ على كفة النبي  ، ونعوذ برب الفلق ، وهنا لن يتمكن أتباعُ أبي حنيفة أن يقولوا : إن محمد بن الحسن أيضًا قد كذب على شيخه ، وشيطانه.
    فلنقرأ شيئا من الشرك بالله ، مضطرين ، تاركين من أراد الحقيقة أن يواصل البحث ، وسنقرأ من الموطأ ، برواية محمد بن الحسن الشيباني :
    - الحديث رقم (5) قال محمد بن الحسن : أخبرنا مالك ، أخبرنا عَمرو بنُ يَحْيى بنِ عُمَارة بنِ أبي حَسَنٍ المازِنيُّ ، عن أبيه يحيى أنَّه سَمِعَ جدَّهُ أبا حَسَن يَسألُ عبدَ اللَّهِ بنَ زَيْد بن عَاصِمٍ وكان من أصحابِ رسولِ اللَّه r قال: هل تستطيعُ أن تُرِيَني كيف كان رسول اللَّه r يَتَوَضَّأُ قال عبدُ اللَّه بنُ زَيْدٍ: نَعْمَ ،
    (( فدعا بِوَضُوْءٍ فَأَفْرَغَ على يَدَيْهِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْن ، ثُمَّ مَضْمَضَ ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثَاً، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ إلَى المِرْفَقَيْن مَرَّتَيْن ، ثُمَّ مَسَحَ مِنْ مُقَدَّمِ رأسِهِ حتى ذَهَبَ بهما إلى قَفَاه ، ثُمَّ رَدّهُما إلى المكانِ الَّذِي منه بَدَأَ، ثمّ غَسَلَ رِجْلَيْه.)).
    قال محمد بن الحسن : هَذَا حَسَنٌ ، والوُضوءُ ثَلاثاً ثلاثاً أفْضَلُ ، والاثنان يُجْزِيان ، والواحدةُ إذا أَسْبَغَتْ تُجزئ أيضاً ، وهو قول أبي حنيفة.
    وأقول : ياليت أُمك لم تلدك ، مَنْ أنت ؟ ومن إمامك ؟ وما الدنيا ومَنْ عليها ؟ حتى يقول قائل وراء فعلٍ لمُحَمَّدٍ النبيِّ الأُمِّي  : هذا حسن ، والأفضل كذا ، ويُجزئ كذا.
    تقول : هذا حسن ؟! قَبَّحَك الله ، وقَبَّح إمامك.
    أنت الذي تُقَيِّمُ كلامَ محمد  ، والذي قيمه الله تعالى من فوق سبع سماوات ، في أعظم كتاب نزل من السماء إلى الأرض ، بقوله :
    ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ﴾. [النجم 1:5].
    والمسلم ، وليس المشرك ، عندما يقرأ كلام النبي  ، أو يقرأ عن فعله ، لا يقول : هذا حسن ، ولا هذا جيد ، بل هي سنة واحدة :
    ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ . [النور: 51].
    - الحديث رقم (9) قال محمد بن الحسن : أخبرنا مالك ، أخبرنا أبو الزِّناد، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أنَّ رسول الله r قال :
    ((إذا استيقظ أَحَدُكُم من نومِهِ فَلْيَغْسِل يَدَه قبل أن يُدْخِلَها في وَضُوئِهِ ، فإنَّ أَحَدَكم لا يَدري أين باتت يَدُه.)).
    قال محمد: هذا حَسَن ، وهكذا ينبغي أن يُفعَلَ ، وليس من الأمر الواجب ، الذي إنْ تركه تاركٌ أَثِم ، وهو قول أبي حنيفة.
    هل قرأت فعل الأمر في كلام النبي  : ((فَلْيَغْسِل)) ، الذي ياتي بعده نَكِرَةٌ ، ليجعل الأمرَ ليس بواجبٍ ، تبعًا لشيطانه !!.
    - الحديث رقم (40) قال محمد بن الحسن : أخبرنا مالك ، حدثنا الزُّهْرِيّ ، عن عُبيد الله بن عبد الله ، عن أمِّ قيس بنتِ مِحْصَن ؛
    (( أَنَّهَا جَاءَتْ بِابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ ، لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ ، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  فَوَضَعَهُ النَّبِيُّ r فِي حِجْرِهِ ، فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ ، فَدَعَا بِمَاءٍ ، فَنَضَحَ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ.)).
    قال محمد بن الحسن : قد جاءت رخصةٌ في بول الغلام ، إذا كان لم يأكل الطعام ، وأمر بغَسْلِ بول الجارية ، وغَسْلُهما جميعاً أحبُّ إلينا ، وهو قول أبي حنيفة .
    رأيتَ في الحديث أن النبي  لم يغسله.
    ورأيت في وكر الشياطين أن الغسل أحب إليهم.
    - الحديث رقم (55) قال محمد بن الحسن : أخبرنا مالك ، أخبرنا عبدُ الله بنُ دينار ، عن ابن عُمَرَ ؛
    (( أَنَّ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، ذكَرَ لِرَسُولِ اللَّهِ r أَنَّهُ تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ ، قَالَ : تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ ، وَنَمْ.)).
    قال محمد بن الحسن : وإن لم يتوضَّأ ، ولم يغسِل ذكره ، حتى ينام ، فلا بأس بذلك أيضاً.
    هل سمعتَ ؟ هل رأيتَ مافرخ الشيطان ؟!.
    محمد بن عبد الله  يقول : ((... تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ ، وَنَمْ.)).
    وفَرْخ الشيطان ، محمد بن الحسن الشيباني يقول : وإن لم يتوضَّأ ، ولم يغسِل ذكره ، حتى ينام ، فلا بأس.
    - الحديث رقم (58) قال محمد بن الحسن : أخبرنا مالك ، حدثنا صفوان بن سُلَيم ، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري: أنَّ رسول الله r قال:
    ((غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ.)).
    قال محمد بن الحسن : الغُسْلُ أفضلُ يومَ الجمعة ، وليس بواجبٍ .
    هل مازلت تقرأ معي ؟ وهل مازال عندك صبرٌ لأن تخوض في هذا الوحل ؟!.
    النبي  يقول : واجبٌ.
    وهذا الأبتر ، تلميذ الشيطان ، بل إنهم أساتذة الشياطين ، يقول : ليس بواجب.
    إن بني إسرائيل لم يفعلوا كل ذلك.
    - الحديث رقم (99) قال محمد بن الحسن : أخبرنا مالك ، حدثنا الزهري ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، أن عبد الله بن عمر قال :
    (( كَانَ رَسُولُ الله  إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاَةَ ، رَفعَ يَدَيْهِ حِذَاءَ مَنْكِبَيْهِ ، وَإِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ رَفعَ يَدَيْهِ ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفعَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ ، ثُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ.)).
    أخرجه أحمد ، والدارمي ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وابن ماجة ، والترمذي ، والنسائي ، وأبو يعلى ، وابن خزيمة ، وابن حِبَّان.
    قال محمد بن الحسن : السنَّة أن يكبِّر الرجل في صلاته كلما خفض ، وكلما رفع ، وإذا انحطّ للسجود كبَّر، وإذا انحطّ للسجود الثاني كبَّر ، فأما رفع اليدين في الصلاة ، فإنه يرفع اليدين حذو الأذنين في ابتداء الصلاة مرَّةً واحدة ، ثم لا يرفع في شيْء من الصلاة بعد ذلك، وهذا كله قول أبي حنيفة. انتهى هذا القيء.
    وقول أبي حنيفة عند هؤلاء مقدم على قول ، وفعل ، رسولِ الله  .
    هل يمكنك أن تُقنع أحدًا على مذهب أبي حنيفة برفع يديه في هذه المواطن ، التي رفع فيها النبي  يديه ؟!.
    قد يحدث ، ويستجيب لك ، ولكن إذا قَبِلَ ابن نوحٍ أن يركب الفلك مع أبيه !!.
    - الحديث رقم (136) قال محمد بن الحسن : أخبرنا مالك ، أخبرني الزُّهْرِيّ ، عن سعيد بن المسيّب ، وأبي سلمة بن عبد الرحمان ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله r قال:
    إذا أمَّن الإمام فَأمَنِّنوا ، فإنه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، قال : فقال ابن شهاب : كان النبي r يقول: آمين.
    قال محمد بن الحسن : وبهذا نأخذ ، ينبغي إذا فرغ الإمام من أُم الكتاب أن يؤمّن الإمام ، ويؤمّن مَنْ خلفه ، ولا يجهرون بذلك ، فأما أبو حنيفة ، فقال : يؤمّن مَنْ خلف الإمام ، ولا يؤمن الإمام.
    - الحديث رقم (158) قال محمد بن الحسن : أخبرنا مالك ، حدثنا الزُّهْرِيّ ، عن أنس بن مالك ؛
    (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  رَكِبَ فَرَسًا ، فَصُرِعَ عَنْهُ ، فَجُحِشَ شِقُّهُ الأَيْمَنُ ، فَصَلَّى صَلاَةً مِنَ الصَّلَوَاتِ وَهْوَ جَالِسٌ ، فَصَلَّيْنَا جُلُوسًا ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ « إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ ، إِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا ، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ وَإِنْ صَلَّى قَاعِداً فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعِينَ.)).
    قال محمد بن الحسن : ما روي من قوله : إذا صلى الإمامُ جالسًا ، فصلوا جلوسًا أجمعين ، فقد روي ذلك ، وقد جاء ما قد نسخه.
    إلى هنا والضلال لم يتغير ، ولكي نقف على مدى هذا الشرك ، نقرأ ما ذكره محمد بن الحسن ، عقب هذا الكلام ، مبينا سبب النسخ :
    قال محمد بن الحسن : حدثنا بشر ، حدثنا أحمد ، أخبرنا إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي ، عن جابر بن يزيد الجُعْفي ، عن عامر الشَّعبي ، قال : قال رسول الله r :
    (( لا يؤُمَّنَّ الناسَ أحدٌ بعدي جالسًا.)).
    فأخذ الناسُ بهذا.
    هذا هو دين أبي حنيفة ، وأتباعه ، بل دين كل الذين اتخذوا من دون الله أندادًا.
    الحديث الأصل ، إسناده : مالك ، حدثنا الزُّهْرِيّ ، عن أنس بن مالك ، عن النبي .
    إسناد صحيح ، ثابت ، متصلٌ ، بين مالك ، وبين النبي  فيه رجلان.
    يأتي هذا المشرك الجاهل ، لينسخه بما يلي :
    1- برواية عامر الشعبي ، عن النبي  ، والشعبي من وسط التابعين ، لم يدرك أبابكر ، ولا عمر ، ولا عثمان ، ولا علي ، فكيف يروي عن النبي  ؟!.
    2- رواه عن الشعبي : جابر بن يزيد الجُعفي ، كذاب يضع الحديث ، ولأن الأمر صار كله عجبًا ، فقد قال أبو حنيفة بنفسه : ما لقيت فيمن لقيت أكذب من جابرٍ الجُعفي ، ما أتيتُه بشيء من رأيي ، إلا جاءني فيه بأثر. راجع ((تهذيب الكمال)) (879).
    هذا مارَدَّ به أصحابُ الأهواء سُنَّةَ مُحَمَّدٍ  .
    ونقرأ الآن في ناحية أخرى ، ناحية الإسلام ، والتقوى ، ناحيةِ الذين آمنوا به ، وعَزَّرُوهُ ونصروه ، واتَّبَعُوا النورَ الذي أُنْزل معه.
    ماذا يحدث لو أن واحدًا من أهل الحديث قرأ هذا الحديث ، ماذا يقول وراءه ؟.
    افتح معي ((صحيح ابن حِبَّان)) ، وهذا الحديث في ورد فيه برقم (2108) ، وقال ابن حِبَّان ، بعده :
    في هذا الخبر بيانٌ واضحٌ ، أن صلاةَ المأمومين قعودًا ، إذا صلى إمامُهم قاعدًا ، من طاعة الله جَلَّ وعلا ، التي أمر عبادَهُ ، وأول من أبطل في هذه الأُمة صلاةَ المأموم قاعدًا ، إذا صلى إِمامُهُ جالسًا : المغيرة بن مِقسم ، صاحب النخعي ، وأخذ عنه حمادُ بن أبي سليمان ، ثم أخذ عن حمادٍ أبو حنيفة ، وتبعه عليه من بعده من أصحابه ، وأعلى شيءٍ احتجوا به فيه ، شيءٌ رواه جابرٌ الجُعْفي ، عن الشعبي ، قال : قال رسول الله  :
    (( لا يؤُمَّنَّ أحدٌ بعدي جالسًا.)).
    وهذا لو صح إسناده ، لكان مرسلاً ، والمرسل من الخبر ، وما لم يُرْو ، سيان في الحكم عندنا ، لأنا لو قبلنا إرسالَ تابعيٍّ ، وإن كان ثقةً ، فاضلاً ، على حسن الظن ، لَزَمَنَا قبولَ مثله عن أتباع التابعين ، ومتى قبلنا ذلك ، لَزَمَنَا قبولَ مثله عن تَبَعِ الأَتْبَاع ، ومتى قبلنا ذلك ، لَزَمَنَا قبول مثل ذلك عن تُبَّاعِ التَّبَعِ ، ومتى قبلنا ذلك ، لَزَمَنَا أن نقبل من كل إنسانٍ إذا قال : قال رسولُ الله  ، وفي هذا نقضٌ الشريعة.
    والعجب ممن يحتج بمثل هذا المرسل ، وقد قدح في روايته زعيمُهم ،
    فيما أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان ، بالرقة ، قال : حدثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعتُ أبا يحيى الحِماني ، قال : سمعتُ أبا حنيفة يقول : ما رأيتُ ، فِيمن لقيتُ ، أفضل من عطاء ، ولا لقيتُ ، فيمن لقيتُ ، أكذبَ من جابرٍ الجُعْفي ، ما أتيتُه بشيءٍ قطُّ من رأيٍ ، إلا جاءني فيه بحديث ، وزعم أن عنده كذا وكذا ألف حديث ، عن رسول الله  ، لم ينطق بها ، فهذا أبو حنيفة ، يُجرح جابرًا الجعفي ، ويكذبه ، ضد قول من انتحل من أصحابه مذهبه ، وزعم أن قول أئمتنا في كتبهم : فلانٌ ضعيفٌ ، غيبةٌ ، ثم لما اضطره الأمر ، جعل يحتج بمن كَذَّبَهُ شيخُه ، في شيءٍ يدفع به سنةً ، من سُنن رسول الله . انتهى كلام ابن حِبَّان.
    - الحديث رقم (165) قال محمد بن الحسن : أخبرنا مالك ، أخبرنا نافع، عن ابن عُمر؛
    (( أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ  كَيْفَ الصَّلاَةُ بِاللَّيْلِ ؟ قَالَ : مَثْنَى مَثْنَى ، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمُ أَنْ يُصْبِحَ فَلْيُصَلِّ رَكْعةً واحدةً ، تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى.)).
    قال محمد بن الحسن : صلاةُ الليلِ عندنا مثنى مثنى.
    وقال أبو حنيفة : صلاة الليلِ إنْ شئتَ صلَّيتَ ركعتين ، وإن شئتَ صلَّيتَ أربعًا ، وإن شئتَ ستًّا، وإن شئتَ ثمانياً ، وإن شئتَ ما شئتَ بتكبيرة واحدة ، وأفضل ذلك أربعًا أربعًا.
    وأما الوتر ، فقولنا وقول أبي حنيفة فيه واحد ، والوتر ثلاث ، لا يُفصل بينهنَّ بتسليم.
    النبي  ، الذي أرسله الله رحمة للعالمين ، يقول لك : ((مَثْنَى مَثْنَى.)).
    وتأتيك حمالة الحطب لتقول لك : إنْ شئتَ ركعتين ، وإن شئتَ أربعًا ، وإن شئتَ ستًّا، وإن شئتَ ثمانيًا ، وكله بمشيأتك أنت ، ولماذا تفكر ؛ يا أخي ، وإن شئتَ بتكبيرة واحدة.
    بل هناك أمر آخر عند مذهب الدعارة ، والفجور ، وهو : وأفضل ذلك أربعًا أربعًا.
    مادام محمد بن عبد الله  قال : ((مَثْنَى مَثْنَى.)) ، فلابد لعبدة العجل ، وأتباع الخنزير ، أن يخالفوا مُحَمَّدًا  ، بل ويجعلون كلامهم أفضل من كلامه.
    لأن العلاقة بينه  ، وبينهم ، هي نفس العلاقة بين لوطٍ ، وقومه ، دعاهم إلى الطهارة ، فأبوا إلا النجاسة.
    ويقول النبي  : (( فَلْيُصَلِّ رَكْعةً واحدةً ، تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى.)).
    ويقول هذا العُتل الزَّنيم : وأما الوتر ، فقولنا وقول أبي حنيفة فيه واحد ، والوتر ثلاث ، لا يُفصل بينهنَّ بتسليم.
    - الحديث رقم (187) قال محمد بن الحسن : أخبرنا مالك ، أخبرنا نافع ، عن ابن عمر،
    (( أَنَّهُ نَادَى بِالصَّلاَةِ ، فِي سَفَرٍ ، فِي لَيْلَةٍ ذَاتِ بَرْدٍ وَرِيحٍ ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ r كَانَ يَأْمُرُ الْمُؤَذِّنَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ بَارِدَةٌ ذَاتُ مَطَرٍ ، يَقُولُ : أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ.)).
    قال محمد بن الحسن : هذا حسن ، وهذا رخصة ، والصلاة في الجماعة أفضل.
    لم يقل لنا ، ونحن لا نريد قوله ، أفضل من ماذا ؟ أفضل مما دعا إليه النبي  ؟!
    - الحديث رقم (202) قال محمد بن الحسن : أخبرنا مالك ، أخبرنا نافع ، عن ابن عمر؛
    (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r كَانَ إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.)).
    قال محمد بن الحسن في آخر الباب : لسنا نأخذ بهذا ، لا نجمع بين الصلاتين في وقتٍ واحدٍ ، إلاَّ الظهر والعصر بعرَفَةَ ، والمغرب والعشاء بمُزدلفة ، وهو قول أبي حنيفة.
    وهنا ، من حق أبي حنيفة ، ومن لَفَّ لَفَّهُ ، أن لا يأخذوا بهذا ، لأن هذا يأخذ به فقط من قال الله لهم :
    ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾.
    - الحديث رقم (207) قال محمد بن الحسن : أخبرنا مالك ، أخبرني أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمان بن عبد الله بن عمر ، أن سعيد بن يسار أخبره ،
    (( أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، فِي سَفَرٍ ، فَكُنْتُ أَسِيرُ مَعَهُ ، وَأَتَحَدَّثُ مَعَهُ ، حَتَّى إِذَا خَشِيتُ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ ، تَخَلَّفْتُ ، فَنَزَلْتُ فَأَوْتَرْتُ ، ثُمَّ رَكِبْتُ فَلَحِقْتُهُ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : أَيْنَ كُنْتَ ؟ فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَانِ ، نَزَلْتُ فَأَوْتَرْتُ ، وَخَشِيتُ أَنْ أُصْبِحَ ، فَقَالَ : أَلَيْسَ لَكَ فِي رَسُولِ اللَّهِ  أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ؟ فَقُلْتُ : بَلَى وَاللَّهِ ، قَالَ : فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ  كَانَ يُوتِرُ عَلَى الْبَعِيرِ.)).
    قال محمد بن الحسن : لابأس أن يصلِّي المسافر على دابته تطوعًا إيماءً ، حيث كان وجهه ، يجعل السجود أخفض من الركوع ، فأما الوتر والمكتوبة فإنهما تصلَّيان على الأرض.
    - الحديث رقم (272) قال محمد بن الحسن : أخبرنا مالك ، حدثنا زيد بن أسلم ، عن عبد الرحمان بن أبي سعيد الخُدْري، عن أبيه أن رسول الله r قال :
    (( إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي ، فَلاَ يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ.)).
    قال محمد بن الحسن : يُكره أنْ يَمُرَّ الرَّجُلُ بين يدي المصلي، فإن أراد أن يمرَّ بين يديه فليدارأ ما استطاع ، ولا يقاتله ، فإنْ قاتَلَهُ كان ما يدخل عليه في صلاته من قتاله إياه أشدَّ عليه من ممرِّ هذا بين يديه ، ولا نعلم أحدًا روى قتاله إلاَّ ما رُوي عن أبي سعيد الخدري ، وليست العامَّة عليها ، ولكنها على ما وَصفتُ لك ، وهو قول أبي حنيفة.
    هنا ، لا بد من التوقف ، فأنت أمام جريمة قامت على أساس يهوديٍّ ، هو : وقالوا : سمعنا وعصينا.
    وأترك للمسلم الصادق أن يقرأ باقي كلام هذا الجربوع ، الذي صَدَق يحيى بن معين إذ رماه بالكذب ، وقال أحمد بن حنبل : ليس بشيء ، افتح أنت أي صفحة من صفحات ((الموطأ)) برواية محمد بن الحسن الشيباني.
    والذي يواصل القراءة ، في هذه الرواية للموطأ ، سيعلم علم اليقين ، أن علماء الحديث عندما ذكروا مخالفة أبي حنيفة لدين الله ، وسُنَّة نبيه ، كانوا هم الأمناء.
    افتح معي ((صحيح ابن حِبَّان)) (3780 و3781) ،
    قال ابن حِبَّان : أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني ، وأحمد بن علي بن المثنى ، قالا : حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال : جلستُ إلى أبي حنيفة ، بمكة ، فجاءه رجلٌ ، فقال : إني لبستُ خُفين ، وأنا محرمٌ ، أو قال : لبستُ سراويلَ ، وأنا محرمٌ ، شك إبراهيم ، فقال له أبو حنيفة : عليك دَمٌ.
    قال حماد بن زيد : فقلتُ للرجل : وجدتَ نعلين ، أَو وجدتَ إزارًا ؟ فقال : لا ، فقلت : يا أبا حنيفة ، إن هذا يزعم أنه لم يجد ؟ فقال : سواءٌ وجد أو لم يجد.
    قال حماد بن زيد : فقلتُ حدثنا عَمرو بن دينار ، عن جابر بن زيد ، عن ابن عباس ، قال : سمعتُ رسولَ اللهِ  يقول :
    ((السَّرَاوِيلُ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ وَالْخُفَّانِ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ.)).
    وحدثنا أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله  قال :
    (( السَّرَاوِيلُ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ ، وَالْخُفَّانِ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ.)).
    قال : فقال بيده ، وأشار إبراهيم بن الحجاج ، كأنه لم يعبأ بالحديث ، فقمتُ من عنده.
    أخي المسلم ، ذكرت لك هنا بعضًا من حقيقة هؤلاء ، بالأدلة القاطعة ، مع ذكر كل مصدر ، فاحذرهم ، وعليك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فالزمه ، وقد تحدثت معك ولم أُفم حسابًا إلا لله ، لأن إخواننا من أهل الحديث للأسف عندما يتحدثون في هذا الأمر ، ينظر الواحد حوله ألف مرة ، خائفا ، قبل أن ينطق بكلمة ، مع أن أصغر واحد منهم أكبر بكثير من مثلي ، ويعرفون أضعاف ما أعرف.
    والسلام عليكم
    أبو جهاد

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 2:20 pm