يسأل أحد القراء لقد قرأت فى عدة مقالات طبية عن عقار الباراسيتامول أن هذا العقار ضار جدا بالصحة، وأنه قد ألغى ومنع استخدامه تماما فى الكثير من البلاد المتقدمة، لذا أرجو من أى مختص توضيح حقيقة استخدام هذا العقار ومدى صحة ما قيل عن أضراره؟
يجيب الدكتور هشام الخياط، رئيس قسم الجهاز الباطنى والكبد بمعهد تيودور بلهارس قائلا: عقار الباراسيتامول غير ضار إذا تم استخدامه بالجرعة التى يحددها الطبيب وعند اللزوم، فعقار البارسيتامول آمن جدا للكبد إذا تم استخدامه بجرعة أقل أو تساوى 1 جرام فى اليوم، شريطة أن لا يستخدم لمدة سنتين بهذه الجرعة دون توقف، فقد ثبت علميا أن استخدام هذا العقار آمن على المعدة وعلى الكبد أيضا إذا تم استخدامه بالجرعات المحددة دون زيادتها وحسب استشارة الطبيب.
وعند استخدام الباراستيامول بجرعة 2 جرام يوميا أى أربع أقراص " 500 " مجم لمدة تزيد عن السنة أو السنتين بشكل يومى يحدث نوع من الالتهابات المزمنة فى الكبد، وهنا تكمن الخطورة الأولى لهذا العقار وبالطبع لا يمكن لأى طبيب أو لأى مريض عاقل أن يستخدم هذه الأقراص بشكل يومى لمدة تتجاوز العامين.
أما الخطورة الثانية فهى تأتى عندما يأخذها الأشخاص بنية الانتحار بحيث تتجاوز الجرعة الـ10 جرامات، وهذا يعنى تناول 20 قرصاً مرة واحدة، وهذا لا يحدث إلا إذا كان الشخص يريد أخذه بنية الانتحار، وهذا يوضح للقارئ أن خطورة البارسيتامول لا تكون بالجرعات الاعتيادية العادية التى يصفها الطبيب المختص، ولكن تكون بالجرعات الزائدة ولفترات طويلة.
أما الأدوية التى يجب أن نحذر منها، فأولها وأهمها "النوفالجين" الذى يستخدم حتى الآن فى مصر رغم أن دول العالم منعت استخدامه من 30 عاماً، ويكمن خطورة النوفالجين فى أنه يؤثر على النخاع العظمى، أما المسكنات الأخرى مثل الكتافلام والفولتارين والكيتوفان والفلدين والبروفين، فيجب استشارة الطبيب المختص قبل استخدامها لأن استخدامها العشوائى يؤدى لحدوث قرح فى المعدة والاثنى عشر إلى جانب حدوث التهابات مزمنة فى الكبد ليس هذا فحسب، ولكن استخدامها على المدى الطويل يؤدى إلى الفشل الكلوى.
ومن هنا نوضح أن الباراسيتامول آمن بالنسبة للأدوية الأخرى فى حدود الجرعة المسموح بها والمدة المطلوبة، وهو لم يتم إلغاؤه فى أى دولة فى العالم على العكس تماما، فهذا الدواء يستخدم بشكل آمن فى أمريكا وأوروبا ويؤخذ من الصيدليات بدون استشارة الطبيب لأنه آمن.