منتدي بدرنت طما2010

منتدي بدر نت طما 2010 يرحب بالساده الزواروالأعضاء والمشرفين ويتمني لهم جوله سعيدو وألا ينسونا من دعاء صالح ولا يحرمونا من مشاركاتهمم مع تحيات مدير عام المنتدي
أ/السيد أحمد محمد
دراسات عليا في تكنولوجيا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي بدرنت طما2010

منتدي بدر نت طما 2010 يرحب بالساده الزواروالأعضاء والمشرفين ويتمني لهم جوله سعيدو وألا ينسونا من دعاء صالح ولا يحرمونا من مشاركاتهمم مع تحيات مدير عام المنتدي
أ/السيد أحمد محمد
دراسات عليا في تكنولوجيا

منتدي بدرنت طما2010

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خدمات الكمبيوتر والانترنت

نحبط علم الساده رواد منتدي بدرالكرام بأننا أنشأنا قناه منوعات تابعه للمنتدي تشمل كل ما هو جديد وغريب وهذا هو الرابط للقناه https://www.youtube.com/channel/UCVcoamFcKYfLkXxjV6oKZow?view_as=subscriber

    قسس واقعيه

    avatar


    تاريخ التسجيل : 01/01/1970

    قسس واقعيه  Empty قسس واقعيه

    مُساهمة   الأحد أبريل 10, 2011 7:07 pm

    قصص واقعية

    تمهيد

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه؛ وبعد: فإن القصص من أعظم مواطن العبر، والتربية بالقصة أسلوب عظيم الفائدة عميق التأثير، ومن ثم نجد القرآن الكريم مليئاً بالقصص الحق، كما نجد لفت النظر إلى أهميته في قوله جل وعلا: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب). (27)

    والقصص الواقعية أكثر فائدة؛ لأنها تقدم التجارب الحية من صميم الواقع، وتبين الظروف والملابسات التي تؤثر في الأحداث، وتظهر التسلسل والتدرج الذي يتكرر كلما تشابهت الوقائع، وتكشف النهايات الخطيرة للبدايات الصغيرة.

    وهذه مجموعة من القصص من ميدان الحياة الاجتماعية بما طرأ عليها من تغير غير محمود، وتأثر غير مرغوب، وتساهل غير مسبوق. وكثير من هذه القصص تدور رحاها، وتتحمل عواقبها الفتاة، وتظل تتجرع كأس الحسرة، وتسكب دموع الندامة بقية عمرها، وتدفع ثمن الغفلة واللذة من ربيع عمرها، وريعان صباها، وتثلم بالتساهل والتفريط شرفها.

    ومما أود أن أؤكده أنه ليست هذه القصص خيالات، وليس فيها مبالغات؛ بل في الواقع ما هو أفظع منها، وهذه القصص وغيرها ناقوس خطر يدق في جنبات مجتمعاتنا وأسرنا تحذيراً من التفريط في الأوامر والآداب الشرعية التي فيها الخير والصلاح، والوقاية والأمان، ومن جهة أخرى هي دعوة للحذر من سيل الشبهات والشهوات، وتنبيه على أساليب الإغواء والإغراء وفائدتها للجميع من الآباء والأمهات، والأبناء والبنات.



    --------------------------------------------------------------------------------

    أبنائي الذكور


    "الغرور يقصم الظهور .. " هكذا قال أهل التجربة؛ ولذلك فإني أعرف العديد من النساء اللاتي هدمن بيوتهن بأيديهن، لأنهن كن مغرورات بالوظيفة .. أو بالجمال .. أو بالأبناء .. أو بالأهل ذوي الجاه والمال.. إلخ … وهذه القصة تبين ضحية من ضحايا الغرور.

    حدثتني زوجة فقالت:

    عندما تزوجت كنت فتاة جميلة صغيرة السن .. وقد أنعم الله علي بإنجاب عدد من الذكور، وكنت كلما رزقت بصبي تمتلئ نفسي زهواً وغروراً، كأنني أتيت بما لم يأت به الأوائل.

    كان إنجاب الذكور يهبني قوة وثقة، ويزرع في نفسي حب التسلط والسيطرة ..فقد كان معظم من حولي ينجبن الإناث في الغالب، وأول شخص اكتوى بنار جبروتي وغروري هو زوجي المسكين،فقد رحت أستغل صلاحه وصبره وطيبته وهدوء طبعه معتمدة على أمرين: جمالي، ورصيدي العالي من الذكور.. راحت سياط غروري وجهلي تلهب ظهر كل من حولي، لا أميز بين ذي رحم أو قريب أو صديق أو جار .. فعاداني الجميع، وتحاشوني اتقاء شري.

    أخذ الأبناء يكبرون وكنت لا أفتأ أردد على أسماعهم قصة الزوج الفقير الظالم ... والدهم .. الذي أذاقني الأمرين في مقتبل حياتي . لأحتويهم وأستميلهم إلي، فلا ينظرون إلا بعيني، ولا يسمعون إلا بأذني، ولا يضربون إلا بيدي.. والحقيقة ما كان يحصل بيني وبين زوجي هو من باب الخلافات البسيطة التي تحصل في كل البيوت، لكن حنقي من فقره ورضاه بالقليل، وغيظي من صبره وصلاحه إلى جانب قلة إيماني وخيالي المريض، كل هذا جعلني أشعر دائماً أنني مظلمومة، وأن مثلي تستحق أن تعيش في كنف رجل غني حياته رفاهية وترف... تخرج من تحت يدي شباب جبارون ظالمون .. فاشلون في حياتهم الدراسية، كانوا كارهين للناس، حاقدين على والدهم، حتى وصل بهم الأمر إلى تهديده إن تسبب بإغضابي.

    ومرت الأيام .. وقضت مشيئة الله تعالى أن ابتليت بمرض عضال احتجت فيه للمساعدة الخاصة في كل شؤوني حتى الخاصة منها .. وهنا لم أجد أمامي سوى زوجي الطيب .. نعم الطيب .. الذي لم يقصر في خدمتي ومساعدتي .. وإن كان يساعد مساعدة المكره المضطر .. بسبب ما ذاق مني على مر الأيام .. ولكن طيبته لم تمنعه من أداء واجبه نحوي ... أما أبنائي الذكور الذين كنت أعتمد عليهم فقد خذلوني وتركوني في أحلك الظروف بحجة أنهم مشغولون بعائلاتهم وشؤونهم الخاصة، ولم ينفعني منهم أحد.

    منذ مدة أنبأتني إحدى صديقاتي .. أن زوجي حاول خطبة شابة قاربت الثلاثين، ولكنه لم يفلح في ذلك، ولما سأله والد الفتاة عن سبب رغبته في الزواج من امرأة ثانية أجاب بأن زوجته قد استغنت عنه بأبنائها منذ فترة طويلة، وهو يفكر بالزواج منذ فترة طويلة غير أن ظروفه المادية لم تكن تسمح له بذلك .. ها هو زوجي الآن يبحث عن امرأة تشاركه ما تبقى من أيام حياته تكون له سكناً وعوناً ورحمة ، وهذا من حقه.

    الحق أقول: إنني نادمة أشد الندم على مافات، وأقر بأنني كنت مخطئة إلى حد بعيد في تصرفاتي ومعاملتي لزوجي وأبنائي، ولكنني من ناحية ثانية أحمل زوجي قدراً كبيراً من المسؤولية، فقد كان حرياً به أن يوقفني عند حدي ويستخدم صلاحياته كزوج له شخصيته وحقوقه، فيأخذ حقوقه ويعطيني حقوقي دون أن يطغى أحدنا على الآخر، فقد كان عليه ألا يتركني أتمادى في غيي وغروري، وفعل ما يحلو لي دون اعتبار لأحد .. ولو أوقفني عن حماقاتي وطيشي في الوقت المناسب لما صارت الأمور إلى ما صارت إليه.

    بت أؤمن إيماناً قاطعاً أن المرأة المدللة تفسد أكثر مما تصلح، وتضر أكثر مما تفيد؛ بل في أكثر الأحيان لا يأت منها سوى الفساد والشر.(28)

    قلــت: يا أيتها الأمهات: احذرن من تدليل البنات، وتربيتهن على الاغترار بالجمال، والفتنة بالزينة، والتعلق بالدنيا والجري وراء زخارفها، وحب الدعة والميل للكسل، فإن ذلك كله يسبب لهن الفشل في الحياة الزوجية وتربية الأبناء.



    --------------------------------------------------------------------------------

    اتصال عشوائي في الهاتف يدمر فتاة!


    الشاب: ألو.

    الفتاة: نعم.

    الشاب: دقيقة من فضلك، مجرد كلمات.

    الفتاة: ماذا تريد؟

    الشاب: أنا أعايش القلق والتفكير في المستقبل.

    الفتاة: خيراً ماذا بك؟

    الشاب: الواقع أني أريد فتاة أبني معها حبل المودة، والحب البريء لتخفف آلامي وجروحي، ثم يكون الزواج في المستقبل.

    الفتاة: وأنا كذلك لم أجد شاباً صدوقاً يفي بكلماته ووعوده.

    الشاب: قد وجدت ما تريدين، فأنا لك ذلك المحب الوفي، وبعد ذلك يكون الزواج فتكونين أنت أماً.. وأنا أباً..

    الفتاة: ولكني لا أعرفك.

    الشاب: البداية الوصف به كفاية، فأنا شاب اسمي .... وعمري... وسيم الشكل، كل من يراني يعجب بي.

    الفتاة: هل هذا الكلام حقيقة؟

    الشاب: نعم والله.

    مكالمة أخرى:

    الشاب: حقيقة أن القلوب تآلفت ولم يبق إلا الزواج.

    الفتاة: نعم وسأمتنع عن جميع من يخطبني.

    الشاب: نريد ان نلتقي ولو مرة واحدة ليكون التعارف أشد..

    الفتاة: ولكن اللقاء صعب، وأخاف..

    الشاب: لا بد من اللقاء والتعارف البري ، وإلا فلن يتم الزواج، وأيضاً المكالمات مسجلة، وسأنشرها إن لم توافقي.

    الفتاة: ولكنك تريد بهذا الكلام قطع العلاقة، وهدم المودة بيني وبينك.

    الشاب: لا ولكني أريد اللقاء والتعارف على الطبيعة قبل الزواج.

    وتم اللقاء ووقعت المأساة.

    ومع مكالمة أخرى:

    الفتاة: لقد خدعتني بلقاء برئ، فأوقعتني في مصيبة.

    الشاب: وماذا تريدين؟

    الفتاة: أريد استمرار الحب، والاستعداد لبناء عش الزوجية..

    الشاب: ولكن ليس فيك ما يعجبني، والحب ليس في يدي!!

    الفتاة: (تبكي وتنتحب) ولكن بعد ما أوقعتني!!!؟

    الشاب: الرجاء قطع المكالمات، وأنا لا أرغب في الزواج من فتيات الهاتف.

    الفتاة: (بكاء، بكاء، بكاء) ويقطع الهاتف. (29)

    قلــت: ليست هذه القصة خيالية، ليس فيها مبالغة، ولا أعني حرفية كلماتها وإنما مجريات أحداثها. فإن كثيراً من الفظائع الكبيرة تبدأ بممارسات تعد تافهة صغيرة، وينسى كثيرون أن "أول الغيث قطر ثم ينهمر"، وأن "معظم النار من مستصغر الشرر"، وينسون أن المعاصي يجر بعضها بعضاً، وأن الصغيرة تدفع إلى تكرارها، وتؤدي إلى ما هو أكبر منها وهلم جراً، والمعاصي يهون بعضها بعضاً، فمن لم ينكر المخالفة الصغيرة تعود على قبولها فإذا وقع ما هو أكبر منها كان إنكاره خفيفاً لأنه قبل ما دونها وقارنها بما هو أكبر منها.

    والشريعة الإسلامية لم تحرم الزنا والفواحش فحسب؛ بل حرمت كل طريق يؤدي إليها، فجاء النهي عن التكسر والتأنث والتميع في الكلام في قوله تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) (30) ، وورد النهي عن كشف الزينة: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن) (31) ، وثبت الامر بغض البصر: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم إن الله خبير بما يصنعون) (32)، (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) (33)، وفي السنة ورد اللعن لمن خرجت متعطرة ليجد الرجال ريحها، كما ورد التحذير من الخلوة في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان".(34)

    فمن اتبع الشرع سلم وأمن، ومن تجاوز هذه الحواجز الوقائية وتساهل وتهاون فإنه معرض للوقوع في المهالك والمخازي.

    ويقال لمن فرط وتساهل: "يداك أوكتا وفوك نفخ"، فليحذر الأهالي ولتنتبه الفتيات.



    --------------------------------------------------------------------------------

    كشفت ستر الله عليَّ



    كنت فتاة مراهقة .. أغواني الشيطان فصدني عن ذكر الله وعن الصلاة بوسائل عديدة وحرمني عن الاستقامة بطرق خبيثة ... شغلني بالأغاني التي أهيم بها في حب فارس الأحلام .. وأغراني بمجلة فاسدة أحلق بها في متاهات الموضة والأزياء، وأضلني بـ"الفيديو" الذي أرى فيه أفلاماً تهيج الغرائز وتدفع للرذائل .. وهاتف "أقتل" به ما بقي من فراغي، ومن هذا الأخير بدأت مأساتي ..ومن خلال سماعته تلاشى حيائي، وعن طريقه ذهب عفافي إلى غير رجعة..

    تعرفت على شاب من خلال الهاتف، وأخذت أكلمه ويكلمني، وقد أحسست في أول الأمر بالحرج والحياء من الانفتاح معه بالحديث، ولكن هذا الحياء تلاشى مع تكرار الحديث وكثرة المكالمات..


    وبعد مدة، طلب مني اللقاء، وتم اللقاء بعد تردد لم يصمد طويلاً أمام إلحاحه ورجائه.


    وفعلاً تم اللقاء الذي أعقبه لقاءات عديدة، حتى وقعت المأساة التي فقدت فيها عفتي، ولوثت عرضي وشرفي...


    ومضت الأيام وأنا أحاول أن أنسى ما وقع، ولكني لم أستطع.. وبعد أن حصلت على شهادتي الجامعية .. تزوجت بشاب صالح أحببته وأحبني .. وفي جلسة حديث عن الماضي كشفت له ذنبي الذي تلطخت به، وكشفت ستر الله علي، فأخبرته بأيام الغرام، وصارحته بما وقعت فيه من الآثام، فوقع ما لم أتوقع.. غضب غضباً شديداً، وقذف في وجهي كلمة الطلاق...


    وأرجعني إلى بيت أهلي .. وأخبر أبي بالذي قلت .. كل هذا حدث في ساعات معدودة، وها أنذا حبيسة حسرات لا تنتهي، ورهينة آلام لا تنقضي، تكالبت علي الهموم، وأضنتني الغموم، فلا أدري أأبكي على شرفي الذي أهدرت، أم على بيتي الذي هدمت .. فهل من معتبرة بمأساتي؟!!





    --------------------------------------------------------------------------------

    رفضت أن أتزوج عليها


    كنت مسروراً بها.. سعيداً معها، إذا أمرتها أطاعتني، وإذا نظرت إليها سرتني، وإذا غبت عنها حفظتني، لا أذكر أني اختلفت معها يوماً إلا كانت تسارع بالاعتذار إلي حتى ولو كنت لها ظالماً .. كل ذلك جعلني أحبها حباً شديداً، وأتعلق بها تعلقاً كبيراً.


    ومضت ثماني سنوات على زواجنا كأنها أيام على الرغم من أننا لم نرزق بولد...


    ولقد بذلت جهوداً عديدة لعلاجها، ولكن باءت جهودي بالفشل حيث أجمع الأطباء على عقم زوجتي .. وهذا هو قدر الله (يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير) (35) ومع إيماني بقدر الله وقضائه إلا أنه صعب علي أن أتغلب على هاتف حب الوالد الذي كان يلح علي بالزواج بثانية، فعرضت عليها رغبتي بالزواج فوافقت ولكن بشرط!! بشرط أن أطلقها .. حاولت مراراً أن أقنعها بالعدول عن ذلك ولكنها أصرت فكان الطلاق.


    تذكرة:

    التعدد سنة وحق من حقوق الرجل، حتى ولو لم يكن هناك ثمة سبب يدعوه للتعدد، فكيف إذا كان بسبب مرض الزوجة ونحوه؟!!


    فلتحذر المرأة من أن تطلب من زوجها طلاقها لغير مسوغ شرعي يدعوها لذلك كخشية أن تكون من اللاتي قال عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة".(36)


    ولماذا تطلب مثل هذه المرأة الطلاق من زوج أحبها وأحبته، وعاشرها وعاشرته، ولماذا تحرم نفسها من سعادة الزوجية، وسكن الأسرة، وأمن وحماية الزوج؟ ولماذا تفقد الأمل وتستسلم لليأس، ولا تتوقع أن ترزق بالذرية ولو بعد حين؟ ولماذا تحرم امرأة أخرى من أن تجد زوجاً يسترها ويسعدها؟ وقبل ذلك لماذا تفعل ما يشعر أنه عدم رضى بحكم الله أو اعتراض على شرع الله؟ إنها لو حكمت عقلها، وهدأت عاطفتها، وقبل ذلك ابتغت رضوان ربها وإسعاد زوجها لكان لها بذلك الأجر في الآخرة والسعادة في الدنيا.



    --------------------------------------------------------------------------------

    الكنز المخبوء

    قالت مديرة المدرسة:

    تأخرت إحدى التلميذات ذات يوم في المدرسة حيث لم يحضر السائق والخادمة لاستلامها، فكلفت المشرفة بالبقاء معها حتى قدومهما لا ستلامها، ثم انتظرت المشرفة حتى صلاة العصر .. ولم يحضر أحد .. فاتصلت بي في البيت مخبرة إياي بالأمر، فأشرت عليها بأن تأخذ التلميذة معها إلى بيتها، وتترك للحارس رقم تلفونها.. فلعله حصل لأهلها أمر طارئ اضطروا بسببه لهذا التأخير .. وغادرت المعلمة المدرسة مصطحبة معها تلك المسكينة إلى بيتها .. فأطعمتها .. وآوتها، وجلست تنتظر أن يتصل بها أحد .. ولكن دون جدوى ... فسلمت أمرها لله .. وتركت الطفلة تبيت مع أطفالها .. ثم أخذتها معها في اليوم التالي إلى المدرسة .. وجاءت بها مباشرة إلى المديرة وأخبرتها بخبرها.

    قالت المديرة:

    رفعت سماعة الهاتف واتصلت فوراً بأم التلميذة لأرى ما الأمر ... فردت علي إحدى الخادمات وأخبرتني أنها نائمة ... !!!


    قلت: الحمد لله لم يحصل لها مكروه .. ثم كررت الاتصال الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، ثم ردت علي الخادمة وأخبرتني أنها لن تصحو من نومها قبل الواحدة بعد الظهر فسلمت أمري لله .. واتصلت بها بعد الواحدة بقليل .. ولم أخبرها بشيء .. إنما طلبت منها الحضور إلى المدرسة فوراً لأمر مهم يخص ابنتها.


    فأجابت الأم قائلة: لدي موعد مع الخياطة بعد قليل .. إنه مهم جداً لا بد أن أقضيه، لأني الليلة مدعوة إلى حفلة عرس .. وقد أتأخر عن الخياطة ..لهذا فأنا أعتذر اليوم عن الحضور إلى المدرسة، وسآتيكم غداً.


    قالت لها المديرة: سأنتظرك في المدرسة اليوم مهما كلف الأمر حتى لو بقيت للعشاء..


    فذهبت الأم للخياطة أولاً ... ثم عرجت بفضلة وقتها إلى المدرسة لترى ماذا حل بابنتها!!! وجدت المديرة بانتظارها فبادرتها قائلة: أين كانت ابنتك البارحة؟ قالت الأم: كانت في البيت .. أين ستكون ... !!


    المديرة: هل تناولت معها طعام الغداء، ثم أشرفت على دروسها ومذاكرتها .. وهل لاحظت ساعة نومها؟


    قالت الأم: لا.


    قالت المديرة: ولم لا؟


    قالت الأم: لأن الأولاد لهم جناح خاص بهم، تشرف عليهم إحدى الخادمات .. فهي التي تحضر لهم الطعام .. والشراب .. وهي التي تقوم بالإشراف على دروسهم .. ألا يكفي أننا تعبنا في حملهم وإنجابهم.. !!


    قالت لها المديرة: أتعرفين أيتها السيدة المحترمة .. أن ابنتك لم تبت البارحة في جنتها الحالمة !! وبرجها العاجي .. !! إنما كانت تبيت في بيت إحدى المعلمات جزاها الله خيراً.


    قالت الأم وقد فوجئت واندهشت مما تسمع: ماذا؟! أنا لا اسمح بمثل هذا الكلام .. وهذا التطاول .. نحن من عائلة معروفة ـ كما تعلمين ـ وقد يؤثر هذا الكلام على سمعتنا .. !!


    قالت المديرة: أيتها السيدة .... إنه ليس كلاماً كما تتصورين .. إنه أمر واقع مر .. أنت أداته الفاعلة .. ونحن نتجرع غصته .. أنت أم .. والأمومة لفظة تلقي بظلالها على أركان النفس الإنسانية السوية، فتدفعها دفعاً لا شعورياً إلى التضحية والعطاء .. وإسباغ الحنان .. والشعور بالرحمة، أين أنت من كل هذا؟! ألست أمها؟ ما هو شعورك نحو ابنتك؟ أين أنت منها؟! إنها كنزك المخبوء عند كبرك .. وبعد موتك .. إنك إن لم ترحميها في صغرها .. حرمت من رحمتها لك عند كبرك .. وبعد موتك .. أنت لو كانت معك كنوز قارون فإنها ستفنى، ولكن الرحمة .. والحنان .. والتضحية .. والصبر .. كلها نودعها في خزائن الله الذي لا تضيع عنده صغيرة .. ولا كبيرة إلا أحصاها لنا، ثم يبارك لنا فيها . .في أي عالم أيتها الأم تعيشين؟!


    طأطأت الأم رأسها، ثم التفتت إلى البريئة ابنتها وقالت لها: أين كنت البارحة ... ؟ فأجابت الطفلة بكل براءة .. وكأنها تعبر عن مشكلتها بكل صدق.


    قالت الطفلة: ماما .. لقد تناولت طعام العشاء البارحة مع المعلمة وأولادها .. ثم نمت معهم .. ورأيت المعلمة في الليل تمر علينا واحداً واحداً وتغطينا .. إنها يا ماما تخاف على أولادها من البرد .. ثم تناولنا وجبة الفطور أيضاً كلنا مع بعضنا .. الفطور جميل يا ماما .. ولذيذ .. وقد عملت لي المعلمة شطيرة من الجبن أكلتها في الفسحة المدرسية .. كم سعدت يا أمي في بيت المعلمة .. أفطري معي يا أمي .. كل يوم .. وتعشي معي .. أرجوك يا أمي ..


    نهضت الأم من مكانها وهي ممتعضة .. وغادرت تجر ابنتها وهي تتمتم قائلة: ويل لكما اليوم مني أيها السائق وأنت أيتها الخادمة .. هذا كل ما قدرت عليه .. هذه الأم .. !! (37)


    قلت: القصة لا تحتاج إلى تعليق، وهي مهداة إلى كل الأسر من الأمهات والآباء الذين يزيفون الأمومة والأبوة بالخدم والسائقين، ويظنون أن الأمومة والأبوة معاشرة وحمل وإنجاب فقط، ولا يعرفون أنها مسؤولية وأمانة وتربية.





    --------------------------------------------------------------------------------

    مطلقة على أبواب الثامنة عشرة


    كنت صبية في السادسة من عمري، لم تفارقني آثار الطفولة بعد .. فلم أكن أتردد عن اللعب بالماء في حديقة منزلنا .. أما دميتي فلم تزل رفيقتي حتى اليوم منذ أن كان لي من العمر ست سنوات .. لا أهنأ بنوم إلا بجانبها .. ويغمرني الفرح حينما أبتكر لها تسريحة أو ألبسها فستاناً جديداً.


    وكنت وحيدة والدي، فقد حظيت باهتمامهما الفائق ودلالهما الزائد لا سيما ونحن أسرة ميسورة .. كان دلالهما يؤخر نضوجي ويؤجل انتهاء مرحلة طفولتي إلى حين .. وهكذا مرت الأيام، ملؤها اللهو والفرح والسرور، حتى جاء اليوم الذي أخبرتني فيه أمي بالمفاجأة: لقد خطبك جارنا لابنه، وهو كما تعلمين .. صاحب أكبر شركة سيارات .. ستسافران إلى الخارج لقضاء شهر العسل، وستسعدين بإذن الله، وفي الغد سنذهب إلى السوق لنشتري ما تريدين، وبكل عطف وحنان قالت: وفقك الله يا بنيتي!


    لم أكن في الحقيقة أعرف معنى للزواج سوى ما شرحته لي أمي .. سفر ومغامرة وسعادة، وخروج إلى السوق في كل يوم..! رأيت أنه شئ لا بأس به، وما هي إلا أيام معدودة حتى أصبحت زوجة .. نعم زوجة .. بعد احتفالات مهيبة، وفساتين رائعة، ومجوهرات ثمينة، وفرقة غناء تناسب مقام أسرتي وأسرة زوجي.

    ثم سافرت إلى أوربا لشهر كامل، ومرت الأيام سعيدة هنية، حتى عدنا لأرض الوطن، وهنا بدأت الحقائق تتساقط على رأسي واحدة تلو الأخرى .. اكتشفت أن زوجي لم يكمل تعليمه كما أخبرنا .. وهو لا يعمل؛ بل يعتمد في مصروفه على عطايا والده، كما أنه لا يصلي ولا يعرف طريق المسجد .. ورحت في ربيع عمري أتعرض لنسمات حارقة من قسوة زوجي وفظاظته، حتى ذهبت نضارتي ونحل جسمي، وازددت بؤساً وتعاسة حين اكتشفت أنني حامل .. لم يكن يهمني أن زوجي لم يكمل تعليمه أو أنه لا يعمل .. ولكن لم أعد أحتمل قسوته المفرطة، وعدم تورعه عن ضربي وإهانتي لأتفه الأسباب! عدا عن سهره الدائم خارج المنزل .. وعدم إحساسي بالأمان إلى جانبه كما ينبغي لكل زوجة .. فكرهت حياتي برمتها، ولم يعد أمامي سوى طلب الطلاق، والدعاء بالمغفرة لوالدي الذي زوجني دون سؤال عن أخلاق الزوج ودينه، ولوالدتي التي لم تسأل عن المجتمع الذي سأعيش فيه بقدر ما سألت عن قيمة صداقي والهدايا والعطايا .. وهكذا أدركت لماذا ينبغي على الناس أن يسألوا عن صلاح الزوج وتقواه وورعه، وليس عن منصبه وجاهه وماله .. إذ أن من يخشى الله فسوف يتقيه، ويخافه في أقرب الناس إليه وهي زوجته.


    وها أنا اليوم أعيش بعد طلاقي منه بين جدران شهدت عهد طفولتي كما شهدت عهد شقائي .. وأحمل وساماً يحرق فؤادي .. وساماً تشقى به كل مطلقة، إنه الطلاق، أنا الطفلة البريئة المدللة، غدوت اليوم مطلقة، أرمق بعيون ملؤها الشك والريبة، وأعاب بما ليس لي فيه ذنب ولا خطيئة، هذا الوسام الذي وسمني به والداي عندما زوجاني وأنا لست أهلاً للزواج، من رجل يحمل المال .. فقط .. ! مطلقة كلمة ترميني في دهاليز الآلام والحزن.


    ولكن بالرغم من ذلك كله لن أيأس، وسأبدأ حياتي من جديد، وأكمل دراستي . .وسألتحق بحلقات تحفيظ القرآن ومجالس الذكر، ولن أقبل إلا بمن يحفظ القرآن .. كاملاً. (38)



    --------------------------------------------------------------------------------

    الخادمة سرقت زوجي!


    أصبح من المعتاد أن تطلب المرأة خادمة في بيتها سواء كانت تحتاج إليها أم لا؛ لكن الغريب أن ترفض النساء ذلك وتلح في الرفض حتى لو كانت تحتاج إليها نظراً لكثرة الأعباء المنزلية .. فما الأسباب وراء ذلك!


    تروي ريم حكايتها بأسىً قائلة: لم أكن أتصور أن "الخادمة" ستؤدي دوراً كبيراً مثل ما حدث في حياتي، فقد تزوجت منذ حوالي سنتين، كنت مقتنعة بزواجي هذا تماماً، فقد كان زوجي مثالياً، ويبحث عن كل ما يرضيني ليفعله، وحدث الحمل بعد الزواج بشهور قليلة.


    ورغبة في إرضائي أحضر لي زوجي خادمة فلبينية، كنت في الأشهر الأولى للحمل متعبة جداً أكاد لا أقوم من الفراش، وهي تقوم بكل أعمال المنزل، ولأن هذا هو حملي الأول فقدت كثيراً من وزني وحيوتي، وهي في كل حيويتها ورونقها.


    أصبحت زاهدة في كل متع الدنيا نتيجة لمتاعب الحمل، مرهقة، ولا أتزين دائماً وهي دائماً في كامل زينتها، تجوب بيتي كأنه لها! بدأت أحس نحوها بشيء غامض ودفعني إحساسي هذا إلى مراقبتها، ولاحظت منها بعض التصرفات، ومنها أنها تغير ملابسها وتتزين وتعدل من تسريحتها عند عودة زوجي، وبتكرار ملاحظتي أيقنت أنها تتزين لزوجي لكنني أبداً لم أفقد الثقة فيه لحظة واحدة.


    الحمل يكبر وأنا أزداد وهناً وضعفاً، وهي تبالغ في زينتها وتزداد حيوية، وكانت المصادفة التي صعقتني، فمن عادة زوجي أن يقرأ الصحف بعد الغداء في حجرة مكتبه، ذهبت إليه لأجلس معه قليلاً لكنني فوجئت عندما رأيته مع الخادمة في وضع غير لائق.


    وتنحدر من عيني "ريم" دمعة وتكمل في حزن ظاهر: لحظتها لم أنطق بكلمة، حاول أن يكفر عن خطئه، فطردها في اليوم نفسه، ولكنني خرجت إلى منزل أهلي، لم أحك لهم شيئاً مما حدث، وحتى الآن لم أعد إلى زوجي .. ولن أعود. (39)


    قلت: كل من تساهل في الالتزام بالأحكام الشرعية جنى عاقبة ذلك من الوقوع في الحرام، أو الاضطراب في مسيرة الحياة، ومثل هذه الحالة ربما ينطبق عليها قول الشاعر:


    ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له

    إياك إياك أن تبتل بالماء





    ومثل هذه الزوجة وقد أدركت خطأ وخطر هذا التصرف ينبغي لها أن تطوي صفحة الماضي، وتبدأ حياتها بعيداً عن الممارسات التقدمية أو الاجتماعية المخالفة للأحكام الشرعية.




      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 2:02 am