يجيب عن هذا التساؤل الدكتور محمد عوض تاج الدين، أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة عين شمس ووزير الصحة الأسبق، قائلا: بعض الأمراض الصدرية تزداد شيوعا فى الرجل عنها فى المرأة نظرا لطبيعة الحياة العملية للرجل، فمثلا عندما يدخن الرجال ولا تدخن النساء نجد أن نسبة سرطان الرئة بين الرج والمرأة هى 9 إلى 1 وعندما تدخن المرأة بمعدل يقارب معدل الرجل تنخفض هذه النسبة لتصل إلى 4 إلى 1 وعندما يتعرض الرجل والمرأة لنفس ظروف الحياة من حيث طبيعة العمل ودرجة التلوث تخفض هذه النسبة لتصل إلى 2 إلى 1، ويمكن تفسير ذلك فى ضوء طبيعة عمل الرجل التى تجعله أكثر تعرضا لمصدر التلوث سواء التدخين أو المواد المشعة أو المواد الكيميائية، كذلك لوحظ زيادة انتشار مرض الدرن بين الرجال أكثر من النساء، وذلك بسبب زياد فى فرص احتكاك الرجال ومخالطتهم لزملائهم من المرضى، خاصة داخل أماكن العمل المغلقة.
من ناحية أخرى، وجد أن تليف الرئة المناعى أكثر انتشارا فى المرأة عن الرجل، فالحقيقة أن الإصابة بالأمراض الصدرية تعتمد على عوامل كثيرة، منها المستوى الثقافى والاجتماعى والمعيشى والتعليمى والإجراءات الوقائية المتبعة وأنواع الجراثيم والميكروبات والفطريات والتطعيم الوقائى القومى لبعض الأمراض، ومن ثم فإن سكان العالم الثالث هم أكثر الشعوب تعرضا للأمراض الصدرية، كالالتهابات الرئوية والسل والربو الشعبى والانسداد الشعبى الهوائى المزمن.