يجيب عن هذا التساؤل دكتور إبراهيم داوود، أستاذ الجراحة بطب المنصورة، قائلا أظهرت الدراسات أن الإنسان هو الوحيد بين المخلوقات الذى يعانى من مرض دوالى الساقين، وما تعانى منه القارئة هو الدوالى، وهى خلل شائع فى أوردة الساقين يتمثل فى ظهور أوردة غليظة ومتعرجة وممتلئة بالدماء المتغيرة اللون على طول الطرفين السفليين، ويمكن تعريف دوالى الساقين بأنها عبارة عن ضحالة فى الحركة أو عدمها فى جزء من الوريد السطحى للقدمين.
وهناك عدة أعراض لدوالى الساقين، فقبل ظهور دوالى الأوردة يشعر المريض بألم وثقل، وقد يعانى كذلك من شد عضلى أو تضخم فى أسفل الساق.مع زيادة الشعور بالألم فى الساق فى حالة الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة، وتظهر دوالى الأوردة بوضوح تحت جلد الساق، مع تغير فى لون الكاحل إلى اللون الرمادى وحك حول منطقة الوريد، مع ظهور قرح بالجلد ويتطلب المريض عناية فورية فى هذه الحالة، بالإضافة إلى أن الدوالى تسىء للشكل الجمالى للساق ففى حالة السير فإننا نضغط على الأوردة الدموية الموجودة فى أخمص القدمين، وبذلك ندفع الدم بطريقة ميكانيكية إلى القلب، وفى الوقت نفسه، فإن تقلص بطنى الساقين يلعب دور المضخة التى تساعد على صعود الدم، وهذه العملية لا تتم بصورة فعالة إلا إذا كانت الدورة الدموية فى حالة جيدة، والجدران الداخلية للأوردة مبطنة بصمامات أو حواجز تمنع رجوع الدم وتسمح له بالصعود إلى أعلى باتجاه القلب وعدم رجوعه بالاتجاه العكسى، وفى حال كانت جدران الأوردة تشتكى من عيب ما، فإن هذه الطيات تتمدد وتختفى الحواجز، فتنتفخ الأوردة وتأخذ اللون الأزرق بشكل تدريجى، وهذه العملية تتطلب سنوات، ولكن من الممكن أيضاً أن تظهر فى مرحلة النضوج، ومن هنا فهناك ضرورة لوقف عملية ظهور الدوالى منذ الإشارة الأولى، أى انتفاخ القدمين، ولكن فى حالات أخرى تحدث مضاعفات وأعراض مؤلمة للشخص وقد تزداد الحالة خطورة وتؤثر بشكل كبير على وظائف أخرى بالجسم. لذا فالحل يكمن فى العلاج الفورى فور ظهور الدوالى.