...من أبسط وأقوى وسائل الإقناع .
.لقد حاولت أن أوضح لك الأمر كثيرا وأنت لا فائدة فيك!
لا أدري كيف أشرح لك، أنت لا تريد أن تقتنع.
يبدو أن بيننا اختلافات كثيرة ولذلك أنت لم ولن تفهمني.
في كثير من الأحيان تكون هذه ردود أفعالنا عندما لا نستطيع أن نقنع أحدا آخر بوجهة نظرنا، بل في بعض الأحيان يتطور الأمر ليصبح شجارا صوتيا أو ما هو أكثر من ذلك، وما يحدث هذا إلا بسبب فقداننا لبعض الأساليب البسيطة المطلوبة لعملية الإقناع.
لا شك أن مهارة الإقناع شيء نسعى إليه جميعا، ولكن ما هو الفرق بين من يمتلك هذه المهارة ويستطيع في كلمات بسيطة أن يقنع الناس ويشجعهم ويؤثر فيهم وبين من لا يمتلك هذه المهارة ولا يستطيع أن يقنع حتى طفلا صغيرا؟
هذا السؤال كان محل اهتمام كبير في البرمجة اللغوية العصبية بما أنها علم قائم على نمذجة التفوق البشري، لذلك نجد في البرمجة الكثير من التقنيات والأساليب التي تساعدك على اكتساب هذه المهارة بشكل فعال.
في هذا المقال سأحاول بإذن الله شرح نمط لغوي بسيط جدا نستخدمه جميعا بشكل تلقائي سيساعدك بشكل كبير على تملك زمام الحديث وإقناع الطرف الآخر بفكرة ما.
يقوم هذا النمط اللغوي على مبدأين:
1- بناء الألفة المبنية على التشابه.
2- إطار الاتفاق.
1- بناء الألفة
تقول البرمجة اللغوية العصبية إنه كلما كان هناك تشابه بينك وبين شخص ما في الصفات الشخصية والأفكار والاهتمامات إلخ، كلما كانت هناك فرصة أكبر لبناء ألفة سريعة بينك وبينه.
ببساطة شديدة، ما هي صفات أصدقائك المقربين؟ هم من يتفقون معك بشكل كبير في الصفات والاهتمامات والتوجهات الفكرية، أليس كذلك؟
كذلك إذا كنت في تجمع كبير فإنك تجد نفسك تتجه تلقائيا لمن تشعر أنهم يتفقون معك في بعض الصفات وتحاول أن تشترك معهم في الحديث.
إذا فالقاعدة هنا: كلما كان هناك تشابه بينك وبين شخص ما، كلما زادت فرصة بناء ألفة بينك وبينه، وهذا يؤدي بالطبع إلى فرصة أكبر للإقناع!
2- إطار الاتفاق
يريد "علي" أن يقضي الإجازة الصيفية في الأسكندرية، بينما ترجح "زوجته" الذهاب إلى مرسى مطروح، وكل منهما مصر على رأيه.
فحتى يستطيع أن يقنع أحدها الآخر فإنهما يحتاجان أولا إلى "الاتفاق" أنها يريدان قضاء الإجازة في مكان ساحلي هاديء وجميل وووو إلخ من الصفات، ثم بناء على هذا الاتفاق يمكنهما تحديد المكان الذي تجتمع فيه الصفات المطلوبة.
هذا الأسلوب هو ما يسمى في البرمجة بـ"إطار الاتفاق"، وهو عبارة عن أن تحدد شيئا مشتركا يتم الاتفاق عليه بينك وبين الطرف الآخر، ويتم بناء بقية الحديث على هذا الشيء الذي اتفقتم عليه.
النمط اللغوي الذي أتحدث عنه هنا صيغته كالآتي:
"أنا وأنت (صفة مشتركة) ، وبناء عليه (بقية الحديث)"
يقوم هذا النمط بالجمع بين هذين المبدأين (الألفة والاتفاق) بشكل مختصر جدا ونستخدمه في حياتنا اليومية بشكل تلقائي دون الوعي بمدى تأثيره.
فمثلا إذا أردت أن تقنع شخصا بمسألة دينية يمكنك استخدام هذا النمط كالتالي (بالعامية) :
"أنا وانت مسلمين زي بعض، وده معناه إن مرجعنا في الكلام هو الكتاب والسنة، وربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز ......"
أو إذا كنت تريد أن تقنع شخصا بمسألة اجتماعية فيمكنك أن تقول:
"أنا وانت عايشين في مجتمع واحد وشايفين اللي بيحصل وأكيد انت متفق معايا في .........."
عندما تستخدم هذا النمط البسيط فإنك تقوم بتحقيق:
1- مبدأ الألفة: عن طريق ذكر صفة مشتركة بينك وبين الشخص الآخر مما ينبهه إلى وجود توافق بينك وبينه، وهذا يؤدي إلى بناء نوع من الألفة السريعة بينك وبينه.
2- إطار الاتفاق: عن طريق أنك تقوم باستخدام هذه الصفة المشتركة التي تتفقان عليها في بناء بقية الحديث باستخدام نفس الإطار.
أمثلة أخرى:
"أنا وانت شباب زي بعض وعارفين احنا محتاجين ايه كويس وبالتالي ...."
"أنا وانت مثقفين زي بعض وفاهمين النقطة دي كويس وبالتالي ......."
"أنا وانت من عيلة واحدة وعارفين كويس إن ....... وبالتالي ......."
"أنا وانت بندرس في كلية واحدة ودرسنا ....... وبالتالي ........"
والأمثلة لا تنتهي
مفتاح هذا النمط هو البحث عن صفة مشتركة بينك وبين الطرف الآخر سواء في التعليم أو التربية أو الثقافة أو التوجه الفكري أو أو إلخ، بحيث تكون هذه الصفة لها علاقة بموضوع المناقشة، ثم إلزام الطرف الآخر بمتطلبات ولوازم هذه الصفة.
والآن، أطلب منك أن تترك لعقلك الفرصة للبحث عن أمثلة أخرى تستخدم فيها هذا النمط في نقاشاتك المستقبلية، وأتمنى لك نقاشات أكثر
.لقد حاولت أن أوضح لك الأمر كثيرا وأنت لا فائدة فيك!
لا أدري كيف أشرح لك، أنت لا تريد أن تقتنع.
يبدو أن بيننا اختلافات كثيرة ولذلك أنت لم ولن تفهمني.
في كثير من الأحيان تكون هذه ردود أفعالنا عندما لا نستطيع أن نقنع أحدا آخر بوجهة نظرنا، بل في بعض الأحيان يتطور الأمر ليصبح شجارا صوتيا أو ما هو أكثر من ذلك، وما يحدث هذا إلا بسبب فقداننا لبعض الأساليب البسيطة المطلوبة لعملية الإقناع.
لا شك أن مهارة الإقناع شيء نسعى إليه جميعا، ولكن ما هو الفرق بين من يمتلك هذه المهارة ويستطيع في كلمات بسيطة أن يقنع الناس ويشجعهم ويؤثر فيهم وبين من لا يمتلك هذه المهارة ولا يستطيع أن يقنع حتى طفلا صغيرا؟
هذا السؤال كان محل اهتمام كبير في البرمجة اللغوية العصبية بما أنها علم قائم على نمذجة التفوق البشري، لذلك نجد في البرمجة الكثير من التقنيات والأساليب التي تساعدك على اكتساب هذه المهارة بشكل فعال.
في هذا المقال سأحاول بإذن الله شرح نمط لغوي بسيط جدا نستخدمه جميعا بشكل تلقائي سيساعدك بشكل كبير على تملك زمام الحديث وإقناع الطرف الآخر بفكرة ما.
يقوم هذا النمط اللغوي على مبدأين:
1- بناء الألفة المبنية على التشابه.
2- إطار الاتفاق.
1- بناء الألفة
تقول البرمجة اللغوية العصبية إنه كلما كان هناك تشابه بينك وبين شخص ما في الصفات الشخصية والأفكار والاهتمامات إلخ، كلما كانت هناك فرصة أكبر لبناء ألفة سريعة بينك وبينه.
ببساطة شديدة، ما هي صفات أصدقائك المقربين؟ هم من يتفقون معك بشكل كبير في الصفات والاهتمامات والتوجهات الفكرية، أليس كذلك؟
كذلك إذا كنت في تجمع كبير فإنك تجد نفسك تتجه تلقائيا لمن تشعر أنهم يتفقون معك في بعض الصفات وتحاول أن تشترك معهم في الحديث.
إذا فالقاعدة هنا: كلما كان هناك تشابه بينك وبين شخص ما، كلما زادت فرصة بناء ألفة بينك وبينه، وهذا يؤدي بالطبع إلى فرصة أكبر للإقناع!
2- إطار الاتفاق
يريد "علي" أن يقضي الإجازة الصيفية في الأسكندرية، بينما ترجح "زوجته" الذهاب إلى مرسى مطروح، وكل منهما مصر على رأيه.
فحتى يستطيع أن يقنع أحدها الآخر فإنهما يحتاجان أولا إلى "الاتفاق" أنها يريدان قضاء الإجازة في مكان ساحلي هاديء وجميل وووو إلخ من الصفات، ثم بناء على هذا الاتفاق يمكنهما تحديد المكان الذي تجتمع فيه الصفات المطلوبة.
هذا الأسلوب هو ما يسمى في البرمجة بـ"إطار الاتفاق"، وهو عبارة عن أن تحدد شيئا مشتركا يتم الاتفاق عليه بينك وبين الطرف الآخر، ويتم بناء بقية الحديث على هذا الشيء الذي اتفقتم عليه.
النمط اللغوي الذي أتحدث عنه هنا صيغته كالآتي:
"أنا وأنت (صفة مشتركة) ، وبناء عليه (بقية الحديث)"
يقوم هذا النمط بالجمع بين هذين المبدأين (الألفة والاتفاق) بشكل مختصر جدا ونستخدمه في حياتنا اليومية بشكل تلقائي دون الوعي بمدى تأثيره.
فمثلا إذا أردت أن تقنع شخصا بمسألة دينية يمكنك استخدام هذا النمط كالتالي (بالعامية) :
"أنا وانت مسلمين زي بعض، وده معناه إن مرجعنا في الكلام هو الكتاب والسنة، وربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز ......"
أو إذا كنت تريد أن تقنع شخصا بمسألة اجتماعية فيمكنك أن تقول:
"أنا وانت عايشين في مجتمع واحد وشايفين اللي بيحصل وأكيد انت متفق معايا في .........."
عندما تستخدم هذا النمط البسيط فإنك تقوم بتحقيق:
1- مبدأ الألفة: عن طريق ذكر صفة مشتركة بينك وبين الشخص الآخر مما ينبهه إلى وجود توافق بينك وبينه، وهذا يؤدي إلى بناء نوع من الألفة السريعة بينك وبينه.
2- إطار الاتفاق: عن طريق أنك تقوم باستخدام هذه الصفة المشتركة التي تتفقان عليها في بناء بقية الحديث باستخدام نفس الإطار.
أمثلة أخرى:
"أنا وانت شباب زي بعض وعارفين احنا محتاجين ايه كويس وبالتالي ...."
"أنا وانت مثقفين زي بعض وفاهمين النقطة دي كويس وبالتالي ......."
"أنا وانت من عيلة واحدة وعارفين كويس إن ....... وبالتالي ......."
"أنا وانت بندرس في كلية واحدة ودرسنا ....... وبالتالي ........"
والأمثلة لا تنتهي
مفتاح هذا النمط هو البحث عن صفة مشتركة بينك وبين الطرف الآخر سواء في التعليم أو التربية أو الثقافة أو التوجه الفكري أو أو إلخ، بحيث تكون هذه الصفة لها علاقة بموضوع المناقشة، ثم إلزام الطرف الآخر بمتطلبات ولوازم هذه الصفة.
والآن، أطلب منك أن تترك لعقلك الفرصة للبحث عن أمثلة أخرى تستخدم فيها هذا النمط في نقاشاتك المستقبلية، وأتمنى لك نقاشات أكثر