الإنتاج بالجملة هو إنتاج الآلات وغيرها من الأشياء في أحجام قياسية أو نمطية وبأعداد وفيرة. والإنتاج بالجملة يجعل من الممكن صناعة المنتجات بطريقة أسرع، وفى أغلب الحالات بنفقة أقل. وبالإضافة إلى ذلك فإن هذا يعني إمكان الحصول بسرعة على بديل لأي جزء من آلة صناعية، أو أي منتج آخر يصيبه التلف.
وقد بدأ الإنتاج بالجملة في عام1800م وذلك عندما كانت الولايات المتحدة تقوم ببناء جيشها. وحتى ذلك الوقت كان صانعو البنادق لايبدأون في صناعة البندقية الثانية، إلا إذا انتهوا من صناعة الأولى. وهذا هو السر في اختلاف كلّ بندقية عن الأخرى اختلافًا يسيرًا.
وحدث في عام 1798م أن اتفقت الحكومة الأمريكية مع المخترع إلي ويتني على صناعة 10,000 بندقية من بنادق المسكت في سنتين. وبحلول عام 1800م قام ويتني بتسليم 500 بندقية فقط. فتم استدعاؤه إلى واشنطن لتقديم تفسير لتأخيره.
وأمام مجلس من الخبراء وضع ويتني 10 مواسير لبندقية المسكت و10 مقابض. و10 أزندة وهكذا، كل في كومة منفصلة. ثم قام بتجميع 10 بنادق مسكت من القطع المنفصلة، مبينا أن في إمكان أي شخص أن يفعل هذا إذا كانت القطع متماثلة. وبهذه الطريقة قام ويتني بشرح أسسٍ للإنتاج بالجملة - أي إمكانية تغيير الأجزاء - وقد أمضى سنتين عاكفا على تطوير إنتاج الماكينات الصانعة للآلات: أي التي تنتج الأجزاء المتماثلة.
وفي عام 1918م كوّنت خمس شركات هندسية ما هو معروف الآن بالمؤسسة القومية الأمريكية للقياسات الموحدة. وتقوم المؤسسة بدراسة ووضع قياسات موحدة للجودة ووسائل إمكانية تغيير الأجزاء المنتَجة بالجملة في معظم الصناعات في الولايات المتحدة.
وفي أوائل القرن العشرين ابتدع هنري فورد خط التجميع المتحرك لصناعة السيارات، فبعد تصنيع أجزاء السيارة، يتم تركيب هيكل السيارة على سير متحرك، ويتكون هذا السير من سلسلة تتحرك على طول أرضية المصنع. ويتم تحديد أماكن العمال على طول السلسلة في خط للتجميع، وأثناء تحرك السيارة ببطء على طول الخط يقوم كل عامل بأداء عمل معين. ولا بد أن يتم أداء هذا العمل في فترة محددة من الزمن، بدقّة، وذلك أن العمل في الخط كله يتوقف، إذا كان من الضروري إيقاف السلسلة المتحركة. هذا وقد أدى الإنتاج بالجملة إلى نظام تقسيم العمل، الذي يكون فيه كل عامل ماهرًا في عملية واحدة.