نظام الإنتاج الزراعي طريقة لزراعة المحاصيل وإنتاج نسبة عالية من الغلال بدون إضعاف التربة. ويشتمل على مجموعة من أساليب مختلفة للإنتاج من أجل التوصل إلى أفضل الطرق للاستفادة من الأرض. ويجب على المزارعين أن يأخذوا بعين الاعتبار تركيب التربة وانحدارها، والصرف، ومشكلات انجراف التربة عند تقريرهم نوع المحاصيل التي تلائم أراضيهم وكذلك يؤخذ بالاعتبار تاريخ استغلال الأرض في إنتاج المحاصيل الماضية. وتُستعمل تركيبات متنوعة من أساليب الإنتاج مثل أساليب الفلاحة المختلفة والدورات الزراعية (تدوير المحاصيل)، والاستخدام الصحيح للأسمدة والمبيدات وذلك من أجل مساعدة المزارع.
ومن أقدم طرق المحافظة على التربة وأوسعها انتشارًا استخدام دورة المحاصيل. وهي تبديل المحاصيل المزروعة في الحقول من سنة إلى أخرى بالتناوب، حيث يستهلك محصولٌ واحد الأملاح المعدنية والمواد العضوية الموجودة في التربة إذا زُرع في الحقل نفسه سنة بعد أخرى. إلا أن زراعة أنواع مختلفة من المحاصيل في الحقل ووفق جدول منتظم يتيح فرصة تعويض معظم الأملاح المعدنية والمواد العضوية، كما يساعد في الحد من أمراض النبات ودورة حياة الحشرات، فعلى سبيل المثال تأخذ الذرة النيتروجين من التربة، بينما تُخرجه محاصيل أخرى مثل الفصة والبرسيم، فإذا زُرعت الذرة في الحقل مرة فمن الممكن زراعة الفصة والبرسيم في السنة التالية؛ وذلك لتعويض النيتروجين الذي استهلكته الذرة. ومن الممكن أيضًا حراثة التربة وفيها المحاصيل المنتجة للنيتروجين بحيث تبقى هذه المحاصيل داخل التربة، وعندما تتفسخ فإنها تُعوّض عن معظم المادة العضوية المفقودة وتعمل على إغناء التربة. وفي الأراضي المنحدرة يتم تبديل الحشائش والمحاصيل عميقة الجذور بالمحاصيل الأخرى من أجل الحفاظ على تماسك التربة ومنع انجرافها.
أَخَذَ استعمال الأسمدة يحل تدريجيًا محل دورة المحاصيل باعتباره وسيلة من وسائل إنتاج المحاصيل التي تحقق أكثر الأرباح سنة بعد أخرى مع إبقائها على خصوبة التربة. وقد تم تطوير الأسمدة الآزوتية وغيرها مما يساعد في إعادة الأملاح المعدنية المفقودة من التربة. وعندما تُضاف هذه الأسمدة ـ وباستعمال طرق الحراثة والمبيدات الحشرية المناسبة ـ يصبح من الممكن زراعة المحصول نفسه سنويًا دون إلحاق الضرر بالتربة. وتشمل التطورات الأخرى في نظام الإنتاج الزراعي المبيدات الكيميائية التي تقضي على الحشرات والأعشاب الضارة والكائنات الحية الدقيقة.