ويجيب الدكتور عبد العزيز شريف، أستاذ أمراض القلب، بأن الحمى الروماتيزمية تصيب القلب فى سن الطفولة، بعد الخامسة أو فى سن الشباب، وتؤثر فى الصمامات وعلى عضلاته وعلى غشاء التامور فى بعض الأحيان، وغالبًا ما تكون الإصابة متكررة إذا لم يتم علاجها بشكل واقٍ لمنع تكرارها، وذلك بضيق أو ارتجاع فى صماماته المختلفة، خصوصًا الصمامين المترالى أو الأورطى.
ويبين "شريف" أن إصابة الصمام المترالى بالضيق هى أكثر هذه الإصابات حدوثًا، وعند وصول مساحة الصمام إلى أقل من سم مربع تحدث الأعراض نتيجة لاحتجاز الدم بالأذين الأيسر والرئتين لبطء سريان الدم خلال الصمام المترالى من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر.
وفى حالة ضيق الصمام المترالى يحدث بعض التغيرات، منها صغر حجم البطين الأيسر، وتمدد فى الأذين الأيسر وذلك نتيجة لاحتجاز الدم بالأذين ونقص الدفع إلى البطين الأيسر، وذلك يؤدى إلى إصابة الرئتين بالاحتقان، فتقل كفاءتهما فى استيعاب الأكسجين اللازم للجسم، مما يزيد من سرعة التنفس لتعويض نقص الاستيعاب، ويبدأ المريض بالإحساس بنهجان يتزايد تدريجيًا مع بذل مجهود أقل، وقد يؤدى احتقان الرئتين إلى سعال يظهر مع المجهود ويزول مع الراحة، وهو ما يميز سعال أمراض القلب عن سعال أمراض الرئة الذى لا يتأثر بالمجهود، ويبين أن إصابة الصمام المترالى بالارتجاع تؤدى إلى رجوع الدم إلى الأذين عند انقباض البطين، وهو ما لا يحدث فى القلب السليم إذ يكون الصمام فى هذه اللحظة مقفلاً، وبرجوع بعض الدم إلى الأذين يرتفع الضغط فيه ويقلل من سريان الدم الوارد إليه فتحتقن الرئة ويشكو المريض نفس شكوى مريض ضيق الصمام من نهجان أو سعال عند المجهود.