الإسلام ذو أثر عظيم في شتى مناحي الحياة في أفغانستان. شُيِّد هذا المسجد ذو اللون الأزرق، بمنطقة مزار الشريف.
أفغانستان. تقع دولة أفغانستان في القسم الجنوبي الغربي من قارة آسيا، وتضم سلاسل جبلية عالية، وصحارَى شاسعة وأودية خصبة وسهولاً متموجة، غير أن أفغانستان لاتمتلك شواطئ بحرية. ويحدّها من الشمال تركمانستان وطاجكستان وأوزبكستان، وتحاذيها الصين الشعبية من أقصى الشمال الشرقي. وعلى حدودها الشرقية والجنوبية تجاورها باكستان، وعلى حدودها الغربية تقع جمهورية إيران الإسلامية.
وُتعد أفغانستان إحدى الدول الأقل نمواً في العالم. فمعظم قواها العاملة تعمل في قطاع الزراعة، حيث إنّ معظمهم لايزالون يستخدمون أدوات الزراعة المحلية القديمة ويتبعون الطرق التقليدية في زراعة الأرض.
وبعض سكان أفغانستان أشباه بدو يتجولون في مناطق المراعي العشبية خلال فصل الصيف مصطحبين معهم قطعان الماشية، ويقضون بقية السنة في فلاحة الأرض. وكابول هي عاصمة أفغانستان، وتُعد أكبر مدينة في البلاد، وتقع على نهر كابول في شرقي أفغانستان. وهنالك مدن أخرى منها قندهار في جنوب شرقي البلاد وهرات في أقصى الغرب.
كابول عاصمة أفغانستان وكبرى مدنها، تعكس تناقضًا حادًا بين القديم والحديث. تظهر في هذه الصورة المساكن التقليدية التي تطل على المنطقة العصرية التي تقع وسط المدينة.
ويعتنق معظم سكان أفغانستان الدين الإسلامي. ويتألف سكان أفغانستان من حوالي عشرين مجموعة عرقية، حيث تنقسم معظم تلك المجموعات إلى قبائل مختلفة. ولكل مجموعة عرقية لغتها الخاصة بها ونمطها الحضاري المميز.
ولأفغانستان تاريخ طويل من الاضطرابات. فمنذ القدم، غزا الفرس والإغريق والمغول وأممٌ أخرى عديدة أراضيها. وفي الزمن الحالي عانت أفغانستان من التدخلات الأجنبية وخصوصًا من قِبَل بريطانيا والاتحاد السوفييتي (سابقاً). حاول الاتحاد السوفييتي (سابقاً) احتلال أفغانستان فخاض حرباً ضدها استمرت بين عامي 1979 و1989م، ثم انسحب منها. وفي تسعينيات القرن العشرين استطاعت حركة طالبان الوصول إلى سدة الحكم. وعندما تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية إلى هجوم إرهابي في سبتمبر 2001م، اتهمت الحكومة الأمريكية طالبان بإيواء بعض التنظيمات الإرهابية الدولية وتدريبها. استطاعت القوات الأمريكية تساندها قوات المعارضة الأفغانية من هزيمة حركة طالبان ودحرها. وتم تشكيل حكومة انتقالية لإدارة الحكم في البلاد.
نظام الحكم
الخريطة السياسية لأفغانستان
استولت حركة طالبان على معظم الأراضي الأفغانية بما فيها كابول العاصمة في سبتمبر 1996م. وطالبان تنظيم سياسي أفغاني تكوّن في بدايته من طلاب المدارس الدينية. وانتسبت الحركة إلى مذهب الإمام أبي حنيفة، وتلخصت أهم مبادئها في المحافظة على التعاليم الإسلامية كما تراها الحركة.
استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية تساندها قوات المعارضة الأفغانية القضاء على حركة طالبان من خلال حرب قصيرة بدأت في السابع من أكتوبر عام 2001م. التقى موفدو الفصائل الأفغانية في مؤتمر الأمم المتحدة حول مستقبل أفغانستان الذي عقد في بون، ألمانيا، في 27 نوفمبر واتفقوا بعد محادثات شائكة على تشكيل حكومة انتقالية برئاسة حميد قرضاي. وفي يونيو 2002م، شكل مجلس القبائل الأفغاني (لويا جوركا)، وهو مجلس ينعقد وقت الأزمات وللنظر في التحولات السياسية والاجتماعية المهمة، حكومة انتقالية تدير البلاد لعامين برئاسة حميد قرضاي. خصصت في الحكومة الانتقالية 11 حقيبة وزارية للبشتون، و8 حقائب للطاجيك، و5 حقائب للهزارة، و3 حقائب للأوزبيك، ومثلها للمجموعات الأخرى. كونت الحكومة لجنة لإقرار دستور جديد للبلاد، وإجراء انتخابات ديمقراطية لتشكيل حكومة دائمة.
كابول عاصمة أفغانستان وكبرى مدنها، تعكس تناقضًا حادًا بين القديم والحديث. تظهر في هذه الصورة المساكن التقليدية التي تطل على المنطقة العصرية التي تقع وسط المدينة.
الحكومة الوطنية. قبل الغزو السوفييتي لأفغانستان كان يرأس الحكومة في أفغانستان رئيس يتم انتخابه من قبل مجلس عسكري شكله قادة الانقلاب الذي أطاح بالحكم السابق. ويُعيّن رئيس الجمهورية رئيس الوزراء، والذي بدوره يعيّن أعضاء حكومته. وتمثل السلطة التشريعية في أفغانستان الجمعية الوطنية ممثلة في مجلس النواب ومجلس الأعيان. واتبَّع قادة البلاد في السابق سياسات اشتراكية ذات مبادئ شيوعية. وقد ساند الاتحاد السوفييتي البلد الشيوعي السابق المجاور لأفغانستان هذه الحكومات الأفغانية بمساعدات ماليّة وعسكريّة.
وبين عامي 1979 و1980م، دخلت أعداد كبيرة من القوات السوفييتية إلى أراضي أفغانستان بهدف مساندة الحكومة الشيوعية آنذاك في حربها مع أهل البلاد. وقد انسحبت القوات السوفييتية من الأراضي الأفغانية سنة 1989م، بعد أن تكبدت خسائر كبيرة في حربها مع المجاهدين. وفي يناير 1992م، اتفق على وقف إطلاق ووضع السلطة في يد الحكومة الإسلامية التي كانت تحاصر كابول، وإجراء انتخابات برعاية الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي. دخلت قوات المجاهدين كابول وكونت الحكومة الإسلامية برئاسة برهان الدين رباني في يونيو 1992م، وتولى قلب الدين حكمتيار رئاسة الوزراء. لكن المجاهدين اختلفوا، واندلع القتال بينهم. ظهرت حركة طالبان، وخاضت حرباً شرسة ضد الحكومة القائمة، وسيطرت على كابول وفرت حكومة رباني إلى الشمال. شكلت حركة طالبان مجلساً تولى السلطة برئاسة الملا محمد عمر، وأصبح اسم أفغانستان الرسمي "أمارة أفعانستان الإسلامية".
الحكومة المحلية. تنقسم أفغانستان إلى 31 إقليمًا، وهذه بدورها مقسَّمة إلى مقاطعات ونواحٍ، ويرأس كل واحدة منها حاكم يصادق على تعيينه المجلس الثوريّ.
المحاكم. يتمثل النظام القضائي بالبلاد في المجلس الأعلى الذي ينظر في قضايا تصل إليه من المحاكم المختلفة. والقوانين كلها مستمدة من الشريعة الإسلامية، ولهذا فإن القانون يحرم بيع الخمور أو تعاطيها. وكان الدستور قبل الغزو الأمريكي في عام 2001م لا يكتفي بالنص على أن الإسلام هو دين الدولة وإنما يضيف أن مذهبها هو المذهب الحنفي.
القوات المسلحة. اشتمل جيش أفغانستان قبل احتلال قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية عام 2001م، على قرابة 30,000 جندي ويوجد في أفغانستان قوة جوية حديثة متواضعة. وعادة ما يلتحق بسلك الجيش ووحدة الشرطة الذكور الذين تتراوح أعمارهم مابين 16 إلى 38 سنة.
السكان
معظم أبناء الريف من الأفغان مثل هؤلاء النساء والأطفال يلبسون ويحيون تمامًا كأسلافهم الذين عمروا الأرض منذ مئات السنين.
قُدِّر عدد سكان أفغانستان بحوالي 24,977,000 نسمة عام 2002م.
ويعاني سكان أفغانستان من نقص في الخدمات الصحية. ففي بعض المناطق يموت أكثر من نصف الأطفال حديثي الولادة قبل أن يبلغوا السنة الأولى من العمر.
أصول السكان. تعود أصول الأفغانيين إلى مجموعات بشرية دخلت البلاد غزاة أو مستوطنين. وتشتمل تلك المجموعات العرقية على الآريين والفُرس والعرب، وجماعات تتكلم التركية قدمت من وسط آسيا وأخرى منغولية قدمت من إقليم سينجيانج غرب الصين.
الجماعات العرقية واللغات. توجد في أفغانستان حوالي عشرين مجموعة عرقية لكل مجموعة منها لغتها الخاصة بها ونمطها الحضاري المميز. وتتكون غالبية الجماعات العرقية من قبائل مختلفة تتكلم كل واحدة منها لغتها المحلية الخاصة بها. ويشعر كثير من الأفغان بولائهم الكبير لمجموعاتهم العرقية أو القبلية أكثر من ولائهم لبلادهم. وتُعَدُّ جماعات الباشتونيين أو (الباثان) وجماعات الطاجيك من أكبر المجموعات العرقية في البلاد، حيث يؤلفون 60% من مجمل سكان أفغانستان. ويعيش معظم الباشتونيين في القسم الجنوبي الشرقي من البلاد المحاذي لجمهورية باكستان الإسلامية، ويتكلمون لغة البوشتو وهي إحدى اللغات الرسمية في أفغانستان، بينما يعيش غالبية الطاجيك في مدن وسط وشمال شرقي أفغانستان، ويتكلم بعضهم اللغة الدارية وهي اللغة الرسمية الثانية في البلاد.
القرى المعزولة والأراضي ذات التضاريس الوعرة مشاهد مألوفة في أفغانستان. ويعيش معظم سكان القطر في أودية الجبال الشاهقة أو المناطق الرحبة، أو المراعي التي تكتنف معظم القطر. ويعتمدون على فلاحة الأرض وتربية الماشية في حياتهم.
أنماط المعيشة. يعيش 80% من سكان أفغانستان في مناطق ريفية، ويقيمون في بيوت مبنية من الطوب المحروق. ويعيش قلة من سكان المدن في بيوت حديثة الطراز والبعض الآخر في الشقق. ويتخذ جميع أشباه البدو الخيام المنسوجة من صوف الأغنام مقراً لهم.
ويرتدي بعض سكان المدينة الملابس الغربية الطراز،في حين أن أغلب السكان يرتدون الثياب التقليدية. ويرتدي كلٌّ من الرجال والنساء الثياب الطويلة الفضفاضة الزاهية الألوان. وفي الشتاء يرتدي السكان معاطف ثقيلة من جلد الماعز محشوَّة بقماش أو لباد، ويرتدي أغلب رجال الريف العمامة بطريقة تشير إلى مجموعتهم العرقية التي ينتمون إليها،كما أن بعض نساء المراكز الحضرية يرتدين الشادري حيث لايظهر من وجوههن سوى العيون. وتغطي نساء الأرياف رؤوسهن بشال قصير.
ويتناول الأفغان الخبز المفرود مع كل وجبة طعام. ويستمتعون بتناول الجبن ولحوم الأغنام والأرز. أما الحلويات الشعبية فتتضمن الجوز والفواكه الطازجة أو المجففة في حين أن الشاي هو مشروبهم المفضل.
الدين. يمثل السكان المسلمون في أفغانستان حوالي 99% من مجمل سكان البلاد. وللدين انعكاس واضح على العلاقات الاجتماعية وخصوصاً الأُُسَرِيَّة وجميع نواحي الحياة الأخرى. فمعظم القرى الريفية والقبائل لها زعيم ديني يُدعى المُلاَّ. وتمثل دوره في الماضي في تفسير الأمور الدينية، وتعليم الصبيان. ولا يزال لعلماء الدين أثرهم الواضح في مجتمعاتهم.
ويتبع معظم القبائل الأفغانية مذهب أهل السنة. وتوجد بعض القبائل الشيعية مثل قبائل هزارة. والأفغانيون متمسكون بالإسلام ويستخدمون التاريخ الهجري والشمسي، ويدل العلَم على تمسك الدولة بدينها حيث نجد الرمز هو المنبر والمحراب تحتضنهما مجموعة من السنابل. ورجل العلم عندهم مسموع الكلمة ودعوته للجهاد في سبيل الدين تعتبر دعوة مقدسة يستجيب لها الجميع. وللعلماء الأفغانيين شأن عظيم في الماضي والحاضر، وقد برز منهم أئمة في الدين الإسلامي أمثال الإمام أبي حنيفة. كذلك برز منهم أئمة في علوم اللغة والآداب والبلاغة أمثال العلامة الزمخشري والسكَّاكي والتفتازاني. انظر: الزمخشري؛ السكاكي. كما ظهر منهم الإِمام المصلح جمال الدين الأفغاني انظر: جمال الدين الأفغاني.
وتدرس اللغة العربية في جميع المدارس في أفغانستان على أساس أنها متممة للغتين البشتوية والفارسية وليست على أساس أنها لغة أجنبية. والفارسية أو ما يطلق عليها الفارسية الإسلامية متأثرة باللغة العربية ومكتوبة بحروفها. وفي جميع المدن والقرى مدارس دينية يدرّس فيها الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية واللغة العربية وآدابها. وفي عواصم المحافظات مدارس دينية كبيرة مثل مدرسة دار العلوم العربية بكابول وفخر المدارس في هرات.
التعليم. تشير التقديرات إلى أن حوالي خُمْس سكان أفغانستان من الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة وأكثر يجيدون القراءة والكتابة. ويُلزم القانون جميع من تتراوح أعمارهم بين 7 - 10 سنوات بالالتحاق بالمدارس ولكن الكثير من هؤلاء الأطفال لا يستطيعون الالتحاق بالمدارس نتيجة محدودية مرافق التعليم وأعداد المعلمين في البلاد، وتوجد جامعتان في أفغانستان.
الفنون. نظرًا لأن غالبية السكان لا تجيد القراءة أوالكتابة، فإن الفنون الشعبية من غناء ورقص تؤدي دورًا مهمًا في الحياة الأفغانية، حيث تتيح للناس الحفاظ على قيمهم وعاداتهم الاجتماعية من جيل إلى آخر. ففي كابول يوجد مسرح وطني تُمثَّل عليه مسرحيات من تأليف كتّاب أفغانيين. كما توجد في البلاد صناعة سينما متنامية.
لعبة البزكاشي في سهول أفغانستان الشمالية. تمارس أعداد كبيرة من الفرسان هذه اللعبة حيث يحاول كل منهم القبض على عجل هائج ويحمله عبر المرمى. يكتنف اللعبة مناورات الفرسان التي مارسها الأسلاف في الحروب.
الترويح. يمارس الأُفغان ألعابًا رياضية متنوعة. فمعظم الرجال يحبون ممارسة رياضة الصيد من خلال استخدام كلاب الصيد عادة. أما رجال القسم الشمالي من البلاد فيلعبون البزكاشي، وهذه اللعبة عبارة عن مطاردة العجل للإمساك به وإدخاله في مرمى الهدف.
السطح والمناخ
تتألف الأراضي الأفغانية من ثلاثة أقاليم رئيسية هي: 1- إقليم السهول الشمالية 2- إقليم المرتفعات الوسطى 3- إقليم الأراضي المنخفضة في القسم الجنوبي الغربي من البلاد.
إقليم السهول الشمالية. يقع في القسم الشمالي من أفغانستان، ويتألَّف من هضبات وتلال متفاوتة الارتفاع. وتمتاز تربة ذلك الإقليم بخصوبتها مما يسمح بممارسة الزراعة في الأراضي المحاذية للأودية النهرية وعلى أسطح الهضاب التي تتوفر فيها المياه. وقد تم إنشاء عدد من أنظمة الري الضخمة بمحاذاة أنهار هارِيُرود وهيلماند وقندوز وأنهار أخرى. ويقوم أشباه البدو في ذلك الإقليم بتربية قطعان الأغنام في الأراضي العشبية الواسعة.
وتبلغ معدلات درجات الحرارة في الإقليم حوالي 3°م في يناير وحوالي 32°م في شهر يوليو، ويبلغ معدل الأمطار السنوية نحو 180ملم.
الحقول المروية تشمل أودية كثيرة في الهضاب الوسطى في الإقليم الأفغاني. تأتي مياه الري من أهم الجداول التي تنبع من سلسلة جبال هندكوش العالية، كما في خلفية الصورة.
إقليم المرتفعات الوسطى. تغطي المرتفعات الوسطى قرابة ثلثي أفغانستان، حيث تتألف من سلاسل جبال هندكوش وتفرعاتها. وترتفع القمم المكللة بالثلوج إلى نحو 7,620م على طول امتداد الحدود الشرقية مع باكستان. وتنحدر تلك السلاسل الجبلية باتجاه السهول المُتموّجة في الجنوب الغربي من البلاد. ومعظم السكان في ذلك الإقليم يعيشون في المناطق المحاذية للأودية الضيقة العالية لجبال هندكوش.
وتصل معدلات درجات الحرارة في المرتفعات الوسطى نحو 4°م تحت الصفر في يناير، ونحو 24°م خلال يوليو، وتبلغ أمطار الإقليم نحو 380ملم سنويًا.
إقليم الأراضي المنخفضة. يقع في القسم الجنوبي الغربي من أفغانستان، ويشتمل على أراض صحراوية وشبه صحراوية. ويجري في الإقليم نهر هيلماند الذي ينساب من سلسلة الهندكوش إلى حوض سيستان على الحدود الإيرانية. ويتخلل الحوض العديد من البحيرات والسبخات المالحة، وتُستغل المناطق المحاذية لنهر هيلماند في زراعة الشعير والفواكه والذرة والقمح.
يبلغ معدل درجة الحرارة نحو 2°م في يناير في الأراضي المنخفضة، وحوالي 29°م في يوليه، أما معدل الأمطار التي تهطل على الإقليم فتتراوح بين 50 و230ملم.
الاقتصاد
الزراعة. تبلغ نسبة العاملين في الزراعة 85% من مجمل القوى العاملة في القطاعات الاقتصادية الأفغانية. ويأتي القمح على رأس قائمة المحاصيل الزراعية في البلاد. ومن المحاصيل الأخرى الشعير، والقطن، والفواكه، والذرة، والجوز، والأرز، والشمندر السكري، والخضراوات. وقد ساهمت أنظمة الري الحديثة في رفع إنتاجية المحاصيل الزراعية، إلا أن مستويات الإنتاج لاتزال متواضعة بسبب عدم استخدام الآلات الزراعية الحديثة، والمخصبات والبذور المحسنة. ويقوم أشباه البدو بتربية غالبية قطعان الماشية في البلاد التي من بين منتجاتها الرئيسية الألبان ولحوم الضأن والصوف وجلود الحيوانات وجلود أغنام القركول.
التعدين. تعتبر أفغانستان غنية بمواردها المعدنية، غير أن المواقع التي تتركَّز فيها المعادن غير مطورة بشكل عام. وتسيطر الحكومة على جميع عمليات التعدين في البلاد.
وفي عام 1960م تم اكتشاف كميات كبيرة من الغاز الطبيعي وتمَّ استغلاله في البلاد. ومنذ ذلك الحين أصبح إنتاج الغاز الطبيعي أكثر الصناعات نموًا في اقتصاد البلاد. ويتم تعدين الفحم والنحاس والذهب والملح، كما توجد في البلاد كميات كبيرة من احتياطي الحديد الخام، ولكنها لم تُستغل لأن أماكن تركّزِها تقع في أجزاء نائية من البلاد.
وتُعَدُّ أفغانستان إحدى الدول الرئيسية في إنتاج الأحجار الكريمة خصوصاً اللازورد. وتشتمل معادن الأحجار الكريمة القيِّمة في البلاد على أحجار الجمشت والياقوت.
التصنيع. تمتلك أفغانستان قطاعاً صناعياً متواضعاً. وتتألف صناعاتها من بعض المنشآت الصناعية النسيجية، ومصانع لإنتاج الإسمنت وأعواد الثقاب والمعلبات الغذائية، كما يقوم الحرفيون إما في بيوتهم أو في محلات صغيرة بصناعة المجوهرات الذهبية والفضة وكذا سلع الجلود والسجاد ومصنوعات يدوية أخرى.
التجارة الخارجية. تشتمل صادرات أفغانستان الرئيسية على القطن، والفواكه، والجوز، والغاز الطبيعي، والسجاد، وجلود أغنام القركول. أما وارداتها فتشتمل على الآليات، والسيارات، والمنتجات البترولية والنسيجية. وتتبادل أفغانستان تجارتها الخارجية براً مع جارتيها إيران وباكستان.
المواصلات والاتصالات. يبلغ طول شبكة الطرق في أفغانستان حوالي 18,800كم، ولا توجد خطوط سكة حديدية في البلاد. ويُعَدُّ ممر خيبر الذي يقع بمحاذاة الحدود الأفغانية الباكستانية أحد أهم خطوط النقل في باكستان، ومن أهم الممرات التجارية لقرون مضت. انظر: خيبر، ممر.
وتصْدُر في أفغانستان عدة صحف، وفيها 14 محطة إرسال إذاعية ومحطة بث تلفازية واحدة. تشرف الحكومة على جميع وسائل الإعلام في البلاد.
نبذة تاريخية
عاش صيادو ما قبل التاريخ فيما يُدعى حاليًا بأفغانستان وذلك منذ ما يقرب من 100,000 سنة خلت. وبعد آلاف السنين تعلم الناس كيفية الفلاحة ورعي الحيوانات مما أوجد قرى زراعية. وخلال الفترة من 4000 ـ 2000ق.م نما حجم عدد من القرى ليصبح بحجم مدن صغيرة في شمال وجنوب أفغانستان.
الغزوات القديمة. غزا الآريون (سكان وسط آسيا) أفغانستان حوالي 1500ق.م، وأبادوا العديد من سكان البلاد وتزاوجوا مع بعضهم الآخر. وفي منتصف القرن السادس قبل الميلاد غزا الفرس القسم الشمالي من أفغانستان وهي منطقة كانت تُدعى باكْتْريا، وظلت تحت حكمهم حتى حوالي 330ق.م. عندما غزا الإغريق والمقدونيون بقيادة الإسكندر الأكبر الإقليم وكثيراً من بقية أراضي أفغانستان. وفي حوالي 246ق.م، ثار أهل باكتريا، وقاموا بعدها بالسيطرة على المنطقة وكذلك الأجزاء المتبقية من أفغانستان. وقد دامت مملكتهم قرابة 150 سنة إلى أن احتل الكوشان من آسيا الشرقية أفغانستان. وقد استطاع الساسانيون من فارس والهون البيض من آسيا الشرقية دحر الكوشان في القرن الخامس الميلادي.
قدوم الإسلام. دخل الإسلام أفغانستان في نهاية القرن السابع الميلادي. وفي منتصف القرن التاسع عمّ الإسلام الديار الأفغانية، مما كان له تأثير كبير وواضح على الحضارة هناك. حكمت أفغانستان الجماعات التركية من شرق فارس وآسيا الوسطى في الفترة الممتدة بين عامي 900م و1200م. وقد هاجم المغول أفغانستان بقيادة جنكيزخان في القرن الثالث عشر الميلادي، والتيموريون بقيادة تيمورلنك في القرن الرابع عشر الميلادي.
حكام أفغانستان الموحدة
أحمد شاه ديراني 1747-1773م (بداية الأسرة الدرانية)
تيمور شاه 1773-1793م
زمان شاه 1793-1800م
شاه شجاع 1800-1842م (على ثلاث فترات)
محمود شاه 1801-1818م (على فترتين)
سلطان علي 1818 (سقط في العام نفسه)
أيوب شاه 1818-1829م
كافران بن محمود شاه 1829-1839م
فتح جنك 1842 (سقط في العام نفسه)
دوست محمد 1826-1863م (بداية الأسرة الباكزائية مع تداخل الدرانين)
شير علي 1863-1879م
يعقوب خان 1879-1880م
عبدالرحمن بن أفضل بن دوست 1880-1901م
حبيب الله بن عبد الرحمن 1901-1919م
أمان الله 1919-1929م
محمد نادر شاه 1929-1933م
محمد ظاهر بن محمد نادر 1933-1973م (آخر ملوك أفغانستان)
محمد داود 1973-1978م
نور محمد تراقي 1978-1979م
حفيظ الله أمين 1979-1979م عاد إلى أفغانستان في أبريل 2002م، وانضم إلى مجلس القبائل ¸لويا جوركا·
بابراك كارمل 1979-1986م
(الغزو السوفييتي لأفغانستان)
نجيب الله 1986-1992م
(عينه السوفييت رئيساً لأفغانستان)
صبغة الله مجددي 1992- (أول رئيس لحكومة المجاهدين)
برهان الدين رباني 1992-1996م
الملا محمد عمر 1996-2001م (حركة طالبان)
حميد قرضاي 2001م-
أفغانستان الموحَّدة. تنافس كل من السافاديين من بلاد فارس، والمغول من الهند، على حكم أفغانستان من منتصف القرن السادس عشر حتى بداية القرن الثامن عشر الميلاديين. وفي عام 1747م توحدت القبائل الأفغانية لأول مرة واستطاعت السيطرة على البلاد تحت قيادة أحمد شاه ديراني. وفي عام 1819م نشبت حرب أهلية بين القبائل المتنازعة على حكم البلاد، واستمرت الحرب حتى سنة 1835م، حيث سيطر على الحكم آنذاك دوست محمد خان الملقب بالأمير الصغير.
الحروب الأنجلو ـ أفغانية. تنافست بريطانيا وروسيا خلال القرن التاسع عشر في السيطرة على أفغانستان، حيث كانت روسيا تسعى إلى مخرج لها يصلها بالمحيط الهندي وبدأت التوسع باتجاه أفغانستان، وبالمقابل كانت بريطانيا تريد حماية إمبراطوريتها في الهند التي كان يهددها التوسع الروسي. وقد غزت الجيوش البريطانية أفغانستان سنة 1839م بهدف الحد من التوسع الروسي في المنطقة، مما أدّى إلى اندلاع الحرب الإنجليزية الأفغانية الأولى التي استمرت حتى سنة 1842م، إلى أن تم انسحاب القوات الإنجليزية من أفغانستان. وقد ازداد التأثير الروسي بمحاذاة أفغانستان في منتصف القرن التاسع عشر، مما دفع ببريطانيا لغزو أفغانستان مرة ثانية لتندلع الحرب الإنجليزية الأفغانية الثانية عام 1878م
وفي عام 1880م أصبح عبدالرحمن خان أميراً لأفغانستان. وقد اعترف الإنجليز بسلطاته على شؤون البلاد الداخلية، وفي المقابل منح الأمير الإنجليز السيطرة على الشؤون الخارجية. وإبان فترة حكمه بذل عبدالرحمن خان قصارى جهده لتقوية الحكومة الوطنية وتقليص سلطة زعماء القبائل. وبعد وفاته سنة 1901م، انتهج ابنه حبيب الله خان نفس سياساته.
الاستقلال. في أوائل عام 1919م اغتيل حبيب الله، وتولى أحد أبنائه الحكم وهو الأمير أمان الله خان الذي هاجم الجنود الإنجليز في الهند لتندلع حرب إنجليزية أفغانية ثالثة. وبعدئذ قرر الإنجليز إنهاء تدخلهم في أفغانستان، حيث حصلت البلاد على استقلالها التام في أغسطس عام 1919م.وقد بدأ أمان الله بإصلاحات عديدة تهدف إلى تحديث أفغانستان، فوضع أول دستور للبلاد في عام 1923م، وتم تغيير لقب الأمير إلى ملك سنة 1926م، غير أن زعماء القبائل وقادة المسلمين أخذوا يقاومون حركة الإصلاحات التي أتى بها أمان الله حتى أُجْبِرَ على التخلي عن العرش عام 1929م. وفي نهاية 1929م أصبح محمد نادر خان ملكًا لأفغانستان. وفي سنة 1931م تم تبني دستور جديد في أفغانستان، حيث بدأ محمد نادر خان برنامج إصلاح تدريجي لكنه اغتيل سنة 1933م، قبل أن يبدأ في أي من الإصلاحات، وتولى ابنه محمد ظاهر شاه الذي استكمل في عهده استقلال البلاد. وأصبحت أفغانستان عضوًا في هيئة الأمم المتحدة 1946م، كما وقّعت اتفاقية مع الاتحاد السوفييتي أدت إلى روابط اقتصادية وثيقة بينهما. وتمسكت الباكستان عام 1950م بالأراضي التي تسكنها قبائل الباتان، والتي لم تكن محددة تمامًا وتضمنها خط دوراند (وهو خط حدود وضعه عام 1893م السير مورتمير دوراند بين مقاطعة الحدود الشمالية الغربية الهندية وأفغانستان)، وذلك رغم معارضة أفغانستان. وشجعت أفغانستان قيام دولة البوشتو فتسبّب ذلك في قطع العلاقات مع باكستان. وفي عام 1957م، استؤنفت العلاقات بين البلدين. وفي عام 1955م، جددت أفغانستان معاهدة 1931م مع الاتحاد السوفييتي. وفي 6 سبتمبر 1961م، قطعت أفغانستان علاقاتها الدبلوماسية مع باكستان.
منتصف القرن العشرين. طوَّرت أفغانستان علاقات طيبة مع دول غير شيوعية خلال الحرب الباردة بين الدول الشيوعية وغير الشيوعية. وقد أبدى الكثير من الأفغانيين مخاوفهم من هجوم سوفييتي عليهم من جارهم الشيوعي القوي آنذاك. وفي عام 1953م تولى السلطة محمد داود خان، ابن عم الملك وصهره. وخلال رئاسته للوزارة لم يكن لأفغانستان دور يذكر في الحرب الباردة، حيث تلقت حكومته في تلك الفترة مساعدات من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي (سابقاً).
غير أن استمرار المنازعات الحدودية بين أفغانستان وباكستان دفع بمحمد داود خان إلى الاستقالة عام 1963م. وفي عام 1964م تم تبني دستور جديد في أفغانستان يشتمل على مواد تنص على تشكيل حكومة ديمقراطية، غير أن الملك ظاهر والمجلس التشريعي لم يتفقا على برنامج الإصلاح، بالإضافة إلى قلة اهتمام الأفغانيين وعدم استجابتهم، مما حال دون تطور النظام الديمقراطي في البلاد.
أفغانستان اليوم. قاد داود انقلاباً عسكرياً في 1973م، حيث تم عزل الملك ظاهر. وسيطر القادة العسكريون على الحكومة، وأعلنوا جمهورية أفغانستان برئاسة داوود الذي كان في نفس الوقت رئيساً لوزرائها. وفي عام 1978م، قام قادة عسكريون يساريون ومدنيون بانقلاب عسكري قتل خلاله الرئيس داود. وتلقت تلك المجموعة مساعدات مالية وعسكرية من الاتحاد السوفييتي سابقاً واستولت على إدارة الحكم، وتبنت سياسات شبيهة بالشيوعية ولكن معظم سكان البلاد عارضوا تلك الحكومة لأن سياساتها تتعارض ومبادئ الإسلام الحنيف وأبدوا استياءهم من التأثير السوفييتي على الحكومة. وقد شارك قطاع مهم من السكان في معارضتهم للحكومة بعد فترة وجيزة من تسلمها السلطة، وإثر ذلك نشب القتال بين رجال الثورة (المجاهدين) والقوات الحكومية.
وفي أواخر عام 1979م وبداية عام 1980م غزت آلاف من القوات السوفييتية أفغانستان وتحالفت مع قوات الحكومة الأفغانية في قتالها ضد المجاهدين الأفغان. وكان لدى السوفييت معدات أفضل بكثير من مناوئيهم. وقد استخدم المجاهدون أسلوب التكتيكات الفدائية في هجومهم ضد الجنود السوفييت وذلك للحد مما لدى السوفييت من مزايا القوة العسكرية المتفوقة. وقصفت القوات السوفييتية والحكومية العديد من القرى الأفغانية حتى أجبرت العديد من قاطني القرى على النزوح منها حيث نزح أكثر من ثلاثة ملايين نسمة من أفغانستان إلى باكستان المجاورة، واستقروا في مخيمات مؤقتة، بينما لجأ بعضهم الآخر إلى إيران. وفي 18 فبراير 1989م، اكتمل خروج القوات السوفييتية من أفغانستان وقام نجيب الله بإبعاد الوزراء الشيوعيين من حكومته.
وفي يناير 1992م، اتفق على وقف إطلاق النار ووضع السلطة في يد الحكومة الإسلامية التي كانت تحاصر العاصمة كابول، وإجراء الانتخابات تحت رعاية الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي. فدخلت قوات المجاهدين كابول وكونت الحكومة الإسلامية برئاسة برهان الدين رباني في يونيو 1992م، وتولى قلب الدين حكمتيار رئاسة الوزراء، وللأسف الشديد فإن الأوضاع السياسية لم تستقر في أفغانستان فقد استمرت حرب أهلية بين قوات فصائل المجاهدين المختلفة.
وفي تطور لاحق، استولت حركة طالبان على العاصمة كابول في 27 سبتمبر 1996م، وأعدمت نجيب الله وأخاه، وأعلنت تشكيل حكومة جديدة. وطالبان حركة سياسية ظهرت عام 1994م وكان يترأسها الشيخ محمد عمر، وهو أستاذ سابق ومجاهد في نظر أعوانه وأنصاره. وبحلول عام 2000م، كانت حكومة طالبان قد حققت انتصارات واسعة على الأرض، ولكن تراوح الحال في بعض الأماكن حيث دانت السيطرة لقوات المعارضة، بل أن قوات أحمد شاه مسعود هاجمت كابول غير مرة. حاولت المملكة العربية السعودية وباكستان وبعض الدول الإسلامية تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة. غيّرت طالبان الاسم الرسمي للدولة من جمهورية أفغانستان الإسلامية إلى إمارة أفغانستان الإسلامية. حطمت حكومة طالبان تماثيل (أصنام) بوذا الكبيرة، التي يعود تاريخها إلى نحو 1500 عام، في مارس 2001م رغم اعتراض بعض الدول والمنظمات على إزالة هذه التماثيل. انظر: طالبان ، حركة.
التطورات الأخيرة. تعرض الولايات المتحدة الأمريكية إلى هجوم إرهابي أدى إلى تدمير مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك بالإضافة إلى تدمير أجزاء من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بوساطة طائرات مدنية مخطوفة ارتطمت بهذه الأماكن في 11 سبتمبر 2001م. ووجهت الحكومة الأمريكية الاتهام إلى أسامة بن لادن وتنظيمه، تنظيم القاعدة، الذي يتخذ من أفغانستان مقراً له. انظر: ابن لادن، أسامة. طالبت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية حكومة طالبان بتسليم ابن لادن تمهيداً لمحاكمته. رفضت حكومة طالبان تسليم ابن لادن لعدم وجود دليل، من وجهة نظر طالبان، على ضلوعه في الأعمال الإرهابية. وفي السابع من أكتوبر من العام نفسه بدأت الولايات المتحدة حرباً ضد أفغانستان تساندها قوات المعارضة الأفغانية التي أطلق عليها اسم تحالف الشمال. سقطت المدن الأفغانية تباعاً في أيدي قوات التحالف حيث تراجعت قوات طالبان عن معظم المدن دون قتال. فسقطت مزار الشريف وهرات وكابول في 13 نوفمبر، وقندوز في 22 نوفمبر، وقندهار في 7 ديسمبر، وتورابورا في 16 ديسمبر.
التقى موفدو الفصائل الأفغانية في مؤتمر الأمم المتحدة حول مستقبل أفغانستان الذي عقد في بون، ألمانيا، في 27 نوفمبر واتفقوا بعد محادثات شائكة على تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة حميد قرضاي. أدى قرضاي اليمين الدستورية رئيساً للبلاد في 22 ديسمبر 2001م. ورغم أن الحرب قد وضعت أوزارها بانتصار عسكري كبير للولايات المتحدة وقوات التحالف إلا أن محاولات اعتقال كبار قادة حركة طالبان وتنظيم القاعدة باءت بالفشل. نقلت الولايات المتحدة بعض أسرى حركة طالبان وتنظيم القاعدة إلى القاعدة الأمريكية في غوانتانامو بكوبا.
وفي يونيو 2002م، تم اختيار حميد قرضاي رئيساً لحكومة انتقالية.